وممن ذيل على ابن السمعاني أيضا أبو الحسن محمد بن أحمد بن عمر القطيعي المتوفى سنة 634 ه (1) وهو أول شيخ للحديث بالمدرسة المستنصرية (2). وقد ذكره وذكر تاريخه هذا جمال الدين ابن الدبيثي ، فقال : «وكتب بخطه ورحل إلى الشام ... وجمع تاريخا لبغداد ذكر فيه محدثيها وغيرهم ، لم أقف عليه» (3)، مما يدل على أنه ألف هذا الذيل قبل أن يؤلف ابن الدبيثي كتابه.
وذكر تاريخه هذا زكي الدين المنذري ، فقال : «وجمع تاريخا للبغداديين» (4). وذكر ابن نقطة أنه ما أظهره (5)، وزعم الذهبي أنه لم يتممه (6)، ولكن قال زين الدين بن رجب : «وجمع تاريخا في نحو خمسة أسفار ، ذيل به على تاريخ أبي سعد ابن السمعاني سماه «درة الإكليل في تتمة التذييل» رأيت أكثره بخطه ، وقد نقلت منه في هذا الكتاب كثيرا ، وفيه فوائد جمة مع أوهام وأغلاط» (7). وذكر صلاح الدين الصفدي أنه ذيل على كتاب التاريخ الذي عمله أبو سعد ابن السمعاني وأذهب عمره فيه ، ونقل عن محب الدين ابن النجار قوله : «وطالعته فرأيت فيه من الغلط والوهم والتصحيف والتحريف كثيرا أوقفته على وجه الصواب فيه فلم يفهمه ، وقد نقلت عنه أشياء ونسبتها إليه ، ولا يطمئن قلبي إليها ، والعهدة عليه فيما قاله ، فإنه لم يكن محققا فيما ينقله ويقوله ، عفا الله عنا
صفحه ۵۰