لما أن مشى بالقرطق """""" صفحة رقم 53 """"""
عاطيته كأس السلافة فاغتدى
يهتز كالغصن الجني المورق
وثنى معاطفه الدلال إذا بدا
يختال في ذاك القباء الأزرق
رشأ رخيم الدل مهضوم الحشا
غنج اللحاظ لمدنف لم يرفق
لا تنكروا ولهي به وتولهي
فلغيره بين الورى لم أعشق
وقوله ، وقد كتبه للخال حيث أصابه رمد : ( الوافر )
أيا من قد حوى رتب المعالي
وأنواع الكمال بغير مين
ومن ساوى السما بعلو قدر
وحل بها مكان النيرين
شفاك الله مما تشتكيه
بطرفك يا أخا العز المتين
وإني عن سقامك في عناء
لأنك قد رمدت وأنت عيني
فأجابه الخال بقوله : ( الوافر )
سألت عن الفضائل أين حلت
أشارت نحو ذاتك باليدين
فقلت إذا توطأت المعالي
على أعلى السها والفرقدين
وإن محل ذاتك فوق وصفي
ودون علاك أفق النيرين
وما رمدي مضر لي يقينا
لأنك ناظري من غير مين
بذاتك قد نظرت فصح عندي
بأنك يا مرادي أنت عيني
وقد عارض بيتي إبراهيم بن محمد السفرجلاني ، بقوله : ( البسيط )
وناضر الخد تسبي الغصن قامته
أفديه من قمر بالحسن متسق
كأنما أثر من فوق وجنته
بفرط ذاك البها ياقوتة الشفق
وهذان بيتا إبراهيم المذكور ، وهما : ( البسيط )
قد غادر اللثم آثارا بوجنته
يشف أزرقها في الأحمر الشرق
فليت شعري من أغرى الوشاة بنا
فيروزج الصبح أم ياقوتة الشفق
وهو تضمين لمطلع قصيدة لصفي الدين الحلي ، أو ابن نباتة ، وهو : ( البسيط )
فيرزوج الصبح أم ياقوتة الشفق
بدت فهيجت الورقاء في الأرق
أم صارم الشرق لما لاح مختضبا
كما بدا السيف محمرا من العلق
وقال في ذلك البارع أسعد العبادي : ( السريع )
علقته كالبدر في تمه
يزري برئم البان والسفح
كأنما أزرق خال بدا
في جيده فيروزج الصبح
ولجامعه محمد المحمودي : ( البسيط )
روحي الفداء لخد راق مع شفة
زرقاء قد تركت جفني في أرق
قد حار طرفي هل يرنو ويمنع من
صفحه ۵۳