بهاء والريم في لفتاته """""" صفحة رقم 32 """"""
ويح قلبي كم ذا يقاسي غراما
من نفور ويلاه من نفراته
غنج إن بدا يهز قواما
شغل القلب عنه في آهاته
بهج مترف الأديم أغن
مثل بدر التمام في هالاته
ذو عفاف إذا توهم طرفا
شامه صبغ الحيا وجناته
يستميل القلوب لطف معانيه
وتخشى الأسود من سطواته
ليس لي ملجأ إذا صد عني
أو جفا منزلي لهجر وشاته
غير فرد الزمان أعني به الخال
وحيد الوجود في مكرماته
شاعر ماهر أديب حسيب
بحر جود في سيبه وهباته
ما يقول المثني عليه إذا ما
رام تعداد فضله وصفاته
من لمثلي بمدح مثلك يحظى
عز قدري إن كنت بعض رواته
يا فريدا ويا أديبا تسامى
أن يضاهى في وصفه وسماته
أي شيء يفي بوصف معانيك
وماذا أوفيك في إثباته
غير أني بالعجز عنه مقر
واعترافي به لمن آياته
أخر العبد أن يجيء ويسعى
حظه من زمانه وصلاته
فاستناب القرطاس يأتي ذليلا
ويهنيك عنه في أبياته
هاكها نبذة أتتك تهني
وتؤديك عن شج واجباته
بشفاء له علي أياد
هي عندي للدهر من خيراته
نعمة عمت الوجود بفضل
وغدت للزمان من حسناته
فابق يا فرد ذا الزمان مصانا
واحد العز راقيا درجاته
ما تملت نواظر في رياض
وشجى مغرما ندا ساجعاته
فلما أبطأ عليه في الجواب ، كتب إليه بقوله : ( الخفيف )
ليت شعري أهكذا الأحباب
مدة الدهر عزة واجتناب
يا أديبا غدا بكل زمان
تتباهى بفضله الأحقاب
هبك أني قصرت في وصف علياك
كثيرا وحاد عني الصواب
لا أجازى يا ماجدا بجواب
ويح قلبي كأنني لا أجاب
لا عتاب وإنما سوء حظي
من زماني غدا عليه العتاب
فلما سمع الخال بهذه الأبيات ، أجابه بقوله : ( الخفيف )
حين ولى يتيه في خطراته
قادني حبه إلى خطراته
إن يكن بالعيون كلم قلبي
صفحه ۳۲