سبحانه أن يمتع عيونهم بلقياكم على أحسن حال ، مبتهجين بالنعم والسرور فائزين """""" صفحة رقم 16 """"""
بالحج المبرور وبلوغ الآمال . مبلغين المآرب بأداء المناسك ومشاهدة تلك الرحاب ،
وزيارة ذلك الجناب السامي الرفيع وتقبيل منيف تلك الأعتاب . فطوبى لمن فاز بما
حاز من التمتع بتلك المعاهد المنيفة ، وتشرف بتلك البقاع السامية الشريفة . ( الطويل )
سقى الله أرضا لو ظفرت بتربها
كلحت بها من شدة الشوق أجفاني
فهنيئا لمن اكتحل بجوهر ذلك الإثمد البراق ، الذي ملأ نوره الآفاق .
أعني بذلك بقعة درجت فيها نعال سيد المرسلين ، وألبستها خلع الشرف والقبول
والكرامة أقدام خاتم النبيين [ ] وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين ، صلاة وسلاما
باقيين دائمين إلى يوم الدين . ( الطويل )
ودم وابق وارق النيرات ممتعا
بما شئت أنى شئت بالعز واسلم
مدى الدهر ما طاف الحجيج بمكة
وضج دعاء الركب في كل موسم
ثم المأمول من جانب الولد الشفوق ، بعد ملاحظة ما للعمومة التي هي بمنزل
الأبوة من الحقوق . أنه إذا وصل كتابي هذا إلى تلك المعاهد السامية المقدار ،
المشرفة بشريف الأنوار ، المخجلة لشمس النهار . المتشرفة بالحبيب المخدوم
بالملائكة الكرام ، القائم بأعباء الرسالة أتم القيام ، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه
الفخام ، صلاة وسلاما دائمين باقيين إلى يوم الساعة وساعة القيام . فاعرض على
شريف جنابه ، حال عبد عبيد بابه . بعد تبليغ تحيتي وسلامي ، وإنهاء شوقي وفرط
هيامي . وطلب الشفاعة لهذا المذنب العاصي ، المفتقر إليها يوم الأخذ بالنواصي .
وأنشد عني بطريق النيابة بهذه الأبيات القاصرة عن خدمة هاتيك المراتب الساميات .
إن استطعت إيرادها عند ذلك الجناب ، وإلا فألقها في تلك الأعتاب الرحاب ، عسى
أن تكون سببا للفوز يوم الجزاء والحساب . وهي : ( الخفيف )
يا رسول الإله يا أكرم الخلق
يا رحمة لكل العباد
جد لعبد قد ضيع العمر في الخوف
معا والرجاء والترداد
ماله صالح من الخير يرجى
غير حسن الرجا وصدق الوداد
وغرام ما فيه للعيب قدح
وهيام في القلب واري الزناد
هو من مخلص محب موال
فيك للأوليا معادي الأعادي
بالغ الوجد مستهام عميد
فيك مضنى الفؤاد واهي العماد
غير أن الذنوب قد أوثقته
عن منال العباد والزهاد
ورماه القصور بالعجز والتقصير
عن مسلك الهدى والرشاد
فغدا تائبا إليك منيبا
صفحه ۱۶