والحلول وسائر مقالات أهل الفساد واليه رؤوف بالعباد
وروى الإمام أبو حامد محمد بن أبي الربيع المازني والشيخ الإمام النسفي
~~بإسنادهما إلى أبي مقاتل السمرقندي أن الإمام قال فى = كتاب العالم
~~والمتعلم العمل تبع للعلم والعمل القليل بالعلم خير من العمل الكثير بالجهل
~~كما أن الزاد القليل الذى لا بد منه فى المفازة مع الهداية أفضل من الزاد
~~الكثير مع الجهالة قال الله تعالى {قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا
~~يعلمون} وقد صرح الإمام فى ذلك الكتاب بأكثر قواعد أهل السنة فهو بريئ من
~~كونه معتزليا أو مرجيا أو جبريا كما توهم بعضهم إذ أسندوا مذهبهم إليه
~~ترويجا بما شاهدوا من الفضل لديه واعتماد أكثر المسلمين فى باب الإعتقاد
~~والأعمال عليه فله ولأصاحبه الحنفية مشاركة فى الملة الحنفية حيث ادعى كل
~~أرباب ملة أن الخليل منهم وقد نفى الله عنهم بقوله {ما كان إبراهيم يهوديا
~~ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين} والحمد لله رب
~~العالمين
هذا وكان الإمام إذا وردت مسئلة فيها حديث صحيح تبعه ولو عن الصحابة
~~والتابعين وإلا قاس فأحسن القياس روى أنه وضع ستين ألف مسئلة وقيل وضع خمسة
~~مائة ألف مسئلة وذكر الخطيب الخوارزمي أنه وضع ثلاثة آلاف وثمانين ألف
~~مسئلة منها ثمانية وثلاثون ألفا فى العبادة والباقي فى المعاملات لولا هذا
~~لبقي الناس فى نية الضلالة وبيداء الجهالة
وذكر أبو المعالي الحلبي عن الحسن بن زياد عنه أنه قال قولنا هذا رأي حسن
~~وهو أحسن ما قدرنا عليه فمن جاء بأحسن مما قلنا فهو أولى بالصواب منا
وذكر الديلمي عن زهير بن معاوية قال كنت عنده والأزهر بن الأغريقائه إذا
~~صاح رجل وقال أول من قاس إبليس فقال الإمام يا هذا
صفحه ۴۷۲