عل خيرا أو على ما كان رحمة
وابتلاء الإله للعبد نعمة وقد كان مرجيا لقيام ولده السيد المقام العلامة جمال الدين علي بن الإمام لكنه مال إلى الراحة، وأحب الاستراحة، ونقل عنه أشياء في العقيدة لا توافق عقائد آبائه الكرام والأئمة الأعلام، وحين أيس -عليه السلام- من ذلك الجانب نظر بنظره الثاقب ورأيه الصائب، وكتب كتابا بليغا إلى السادة الأعلام الذين بهجرة فللة[من] آل الإمام الهادي لدين الله -عليه السلام-، مضمونه: إنهم ينصبون لهم إماما يقوم بأمر الدين، وإحياء سنة سيد المرسلين، وأخبرهم بما قد أمتحن به من ذهاب البصر، فأجابوا عليه بجواب مضمونه: إنه لا يمكنهم نصب إمام مع وجوده، وأنه وإن ذهب بصره ففيه من الهمة مالا يقوم به غيره من الأئمة فيما يرجع إلى صلاح الأمة، وكان محبر الجواب السيد العلامة، الأفضل، البليغ، المصقع، المقول، عماد الدين: يحيى بن أحمد بن أمير المؤمنين-عليه السلام-، وتمثل في صدر الكتاب بهذه الأبيات [وهي] :
لا يكرثنك ريب الحادث الطاري
فما عليك بهذا الخطب من عار
لو يعلم الناس ما في أن تدوم لهم
بكوا لأنك من ثوب الصبا عار
ولو أطاقوا انتقاصا من حياتهم
لم يتحفوك بشيء غير إعمار
صفحه ۱۸۶