فكان ذلك مما أوغر صدورهم عليه ثم قال يوما آخر بعدما قتل أهل فرناباذ هذه الأبيات
( ما أنا ممن يجمع المال ما خلا
سلاحي وإلا ما يسوس بشير )
( سلاح وأفراس وبيضاء نثرة
وذلك من مال الكريم كثير )
( وقلب إذا ما صيح في القوم لم يكن
هيوبا ولكن في اللقاء وقور )
( ولسنا كاقوام هراة محلهم
لهم سلف في أهلها وحوير )
( ولكننا قوم بدار مرابط
يغار علينا مرة ونغير )
فزادهم ذلك عليه حنقا حتى كان من أمره ما كان وحدثنا قال أخبرنا أبو حاتم قال أخبرنا أبو عبيدة قال لما بعث خالد بن عبد الله بن خالد بن أسيد أخاه عبد العزيز لقتال الأزارقة قام إليه عرهم أخو بني العدوية فقال أصلح الله الأمير إن هذا الحي من تميم تئط بقريش منهم رحم داسة ماسة وإن الأزارقة ذؤبان العرب وسباعها وليس صاحبهم إلا المباكر المناكر المحرب المجرب الذي أرضعته الحرب بلبانها وجرسته وضرسته وذلك أخو الأزد المهلب بن أبي صفرة والله إن غثك أحب إلينا من سمينه ولكني أخاف عدوات الدهر وغدره وليس المجرب كمن لا يعلم ولا الناصح المشفق كالغاش المتهم قال له خالد اسكت ما أنت وذا فلما هزمت الأزارقة عبد العزيز وأخذوا امرأته وفرعنها قال عرهم
( لعمري لقد ناجيت بالنصح خالدا
وناديته حتى أبى وعصانيا )
( ولج وكانت هفوة من مجرب
عصاني فلاقى ما يسر الأعاديا )
( نصحت فلم يقبل ورد نصيحتي
وذوا النصح مظن بما ليس آتيا )
( وقلت الحروريون من قد عرفتهم
حماة كماة يضربون الهواديا )
( فلا ترسلن عبد العزيز وسرحن
إليهم فتى الأزد الألد المساميا )
صفحه ۳۳