وحدثنا أبو بكر قال حدثنا أبو حاتم عن أبي عبيدة عن أبي عمرو بن العلاء قال خرج بجبير بن زهير بن أبي سلمى في غلمه يجتنون جنى الأرض فانطلق الغلمة وتركوا ابن زهير فمر به زيد الخيل الطائي فأخذه ودار طيء متاخمة لدور بني عبد الله بن غطفان فسأل الغلام من أنت قال أنا بجير بن زهير فحمله على ناقة وأرسل به إلى أبيه فلما أتى الغلام أباه أخبره أن زيدا أخذه ثم خلاه وحمله وكان لكعب بن زهير فرس من جياد خيل العرب وكان كعب جسيما وكان زيد الخيل من أعظم الناس وأجسمهم وكان لا يركب دابة إلا أصابت إبهامه الأرض فقال زهير ما أدرى ما أثيب به زيد الأفرس كعب فأرسل به إليه وكعب غائب فلما جاء كعب سأل عن الفرس فقيل له قد أرسل به أبوك إلى زيد فقال كعب لأبيه كأنك أردت أن تقوي زيدا على قتال غطفان فقال له زهير هذه إبلي فخذ منها عن فرسك ما شئت وكان بين بني زهير وبين بني ملقط الطائيين إخاء وكان عمرو بن ملقط وفادا إلى الملوك وهو الذي أصاب بني تميم مع عمرو بن هند يوم أوارة فسأله فيهم فأطلقهم له فقال كعب شعرا يريد أن يلقي بين بني ملقط وبين رهط زيد الخيل شرا فعرف زهير حين سمع الشعر ما أراد به وعرف ذلك زيد الخيل وبنو ملقط فأرسلت إليه بنو ملقط بفرس نحو فرسه وكانت عند كعب امرأة من غطفان لها شرف وحسب فقالت له اما استحييت من أبيك لشرفه وسنه أن تؤبسه في هبته عن أخيك ولامته وكان قد نزل بكعب قبل ذلك ضيفان فنحر لهم بكرا كان لإمرأته فقال لها ما تلومينني إلا لمكان بكرك الذي نحرت لضيوفي فلك به بكران وكان زهير كثير المال وكان كعب مجدودا فقال كعب
( ألا بكرت عرسي بليل تلومني
وأكثر أحلام النساء إلى الردى )
وذكر في كلمته زيدا فقال زهير لابنه هجوت رجلا غير مفحم وأنه لخليق أن يظهر عليك فأجابه زيد فقال
( أفي كل عام مأتم تجمعونه
على محمر عود أثيب ومارضى )
( تجدون خمشا بعد خمش كأنما
على سيد من خير قومكم نعى )
( يحضض جبارا علي ورهطه
وما صرمتي منهم لأول من سعى )
( ترعي بأذناب الشعاب ودونها
رجال يصدون الظلوم عن الهوى )
صفحه ۲۵