( قال ) وأخبرنا السكن بن سعيد عن العباس بن هشام عن أبي مسكين الدارمي قال كانت سفانة بنت حاتم من أجود نساء العرب وكان أبوها يعطيها الصرمة من الإبل فتهبها وتعطيها الناس فقال لها أبوها يا بنية أن الغويين إذا اجتمعا في المال أتلفاه فأما أن أعطي وتمسكي وإما أن أمسك وتعطي فإنه لا يبقى على هذا شيء فقالت والله لا أمسك أبدا فقال وأنا والله لا أمسك أبدا قالت فلا نتجاور فقاسمها ماله وتباينا
وحدثنا قال حدثنا السكن بن سعيد عن العباس عن أبيه قال كانت غنية بنت عفيف بن عمرو بن عبد القيس وهي أم حاتم من أسخى النساء وأقراهم للضيف وكانت لا تليق شيأ تملكه فلما رأى اخوتها اتلافها حجروا عليها ومنعوها مالها فمكثت دهر لا تصل إلى شيء ولا يدفع إليها شيء من مالها حتى إذا ظنوا أنها قد وجدت ألم ذلك أعطوها صرمة من إبلها فجاءتها امرأة من هوازن كانت تأتيها كل سنة تسألها فقالت لها دونك هذه الصرمة فخذيها فقد والله مسني من ألم الجوع ما آليت معه أن لا أمنع الدهر سائلا شيأ ثم أنشأت تقول
( لعمري لقدما عضني الجوع عضة
فآليت أن لا أمنع الدهر جائعا )
( فقولا لهذا اللائمي اليوم أعفني
فإن أنت لم تفعل فعض الأصابعا )
( فماذا عسيتم أن تقولوا لأختكم
سوى عذلكم أو عذل من كان مانعا )
( ولا ما ترون الخلق إلا طبيعة
فكيف بتركي يا ابن أم الطبائعا )
صفحه ۲۴