( يصانع أو يغضي العيون على القذى
ويلذع بالمرى فلا يترمرم )
( على أنني والحكم لله واثق
بعزم يفض الخطب والخطب مبهم )
( وقلب لو أن السيف عارض صدره
لغادر حد السيف وهو مثلم )
( إلى مقول ترفض عن عزماته
أوابد للصم الشوامخ تقضم )
( صوائب يصرعن القلوب كأنما
يمج عليها السم أربد أرقم )
( وما يدري الأعداء من متدرع
سرابيل حتف رشحها المسك والدم )
( أبل نجيد بين أحناء سرجه
شهاب وفي ثوبيه أضبط ضيغم )
( إذا الدهر أنحى نحوه حد ظفره
ثناه وظفر الدهر عنه مقلم )
( وإن عضه خطب تلوى بنابه
وأقلع عنه الخطب والناب أدرم )
( ولم تر مثلي مغضيا وهو ناظر
ولم تر مثلي صامتا يتكلم )
( وبالشعر يبدي المرء صفحة عقله
فيعلن منه كل ما كان يكتم )
( وسيان من لم يمتط اللب شعره
فيملك عطفيه وآخر مفحم )
( جوائب أرجاء البلاد مطلة
تبيد الليالي وهي لا تتخرم )
( ألم تر ما أدت إلينا وسيرت
على قدم الأيام عاد وجرهم )
( هم اقتضبوا الأمثال صعبا قيادها
فذل لهم منها الشريس الغشمشم )
( وقالوا الهوى يقظان والعقل راقد
وذو العقل مذكور وذو الصمت أسلم )
( ومما جرى كالوسم في الدهر قولهم
على نفسه يجني الجهول ويجرم )
( وكالنار في يبس الهشيم مقالهم
ألا إن أصل العود من حيث يقضم )
( فقد سيروا مالا يسير مثله
فصيح على وجه الزمان وأعجم )
( قال ) وحدثني أبو مسهر أن الأحنف بن قيس خرج من عند معاوية رضي الله عنه فخلفه بعض من كان في المجلس فقدح فيه فبلغ ذلك الأحنف فقال ( عثيثة تقرم جلدا أملسا )
صفحه ۱۵