( وقد عجمتني الحادثات فصادفت
صبورا على مكروهها حين تعجم )
( ومن يعدم الصبر الجميل فإنه
وجدك لا من يعدم الوفر معدم )
( أصارفة عني بوادر حدها
فجائع للعلياء توهي وتحطم )
( لها كل يوم في حمى المجد وطأة
تظل لها أسبابه تتجذم )
( إذا أجشمت جياشة مصمئلة
قفت إثرها دهياء صماء صيلم )
( أم الدهر أن لن تستفيق صروفه
مصرفة نحوي فجائع يقسم )
( وساءلت عن حزم أضيع وهفوة
أطيعت وقد ينبوا الحسام المصمم )
( فلا تشعري لذع الملام فؤاده
فإنك ممن رعت باللوم ألوم )
( ولم تر ذا حزم وعزم وحنكة
على القدر الجاري عليه يحكم )
( متى دفع المرء الأريب بحيلة
بوادر ما يقضى عليه فيبرم )
( ولو كنت محتالا على القدر الذي
نبابي لم أسبق بما هو أحزم )
( ولكن من تملك عليه أموره
فمالكها يمضي القضاء فيحتم )
( وما كنت أخشى أن تضاءل همتي
فأضحي على الأجن الصرى أتلوم )
( كأن نجيا كان يبعث خاطري
قرين إسار أو نزيف مهوم )
( وما كنت أرضى بالدناءة خطة
ولي بين أطراف الأسنة مقدم )
( وما ألفت ظل الهوينا صريمتي
وكيف وحداها من السيف أصرم )
( ألم تر أن الحر يستعذب المنى
تباعده من ذلة وهي علقم )
( ويقذف بالأجرام بين لها الردى
إذا كان فيه العز لا يتلعثم )
( سأجعل نفسي للمتالف عرضة
وأقذفها للموت والموت أكرم )
( بأرضك فارتع أو إلى القبر فارتحل
فإن غريب القوم لحم موضم )
( تندمت والتفريط يجني ندامة
ومن ذا على التفريط لا يتندم )
صفحه ۱۴