ولم يزل المسعود بدار الوعد من تعز حتى قام عليه(1) المشائخ بنو طاهر وأخرجوه من تعز سالما بجميع ما معه في رمضان سنة اثنتين وخمسين، فبلغ موزع ثم هقرة(2) ثم عدن، ثم نزل المشايخ بنوطاهر والمظفر إلى لحج والمسعود بعدن في ذي القعدة ووقع بينهم حرب فقتل من عسكر المسعود جماعة ، ثم إن المظفر ترك حصن تعز للمسعود فقبضه المسعود سنة أربع وخمسين، ثم أن الشيخ علي بن طاهر نزل من بلده أول سنة ثمان وخمسين إلى جهة لحج في عسكر كثير فقابلته عساكر المسعود فنال منهم ونالوا منة، ثم رجع إلى بلده.
وكان العبيد قد استفحل أمرهم واستقلوا بالأمور حتى أنهم أقاموا المؤيد حسين بن الطاهر بن الأشرف وولوه بزبيد من شعبان سنة خمس وخمسين، فلما علم المسعود بذلك سار إلى زبيد ولم يدخلها بل استقر خارجها ليحارب المؤيد فأحس من عسكره مكرا وخداعا فرجع إلى تعز ثم إلى عدن، وما زالت الحرب بينه وبين بني طاهر سجالا حتى خلع نفسه وخرج من عدن في سادس جمادى الأخرى سنة ثماني وخمسين ودخلها المؤيد يوم السابع والعشرين منه فوقف بها إلى أن دخلها الملكان علي وعامر أبناء طاهر بن معوضه كما سيأتي ذكره إن شاء الله في أول الجزء الثالث [في ذكر ابتداء دولة بني طاهر إنشاء الله تعالى](3)، وكانت مدة [دولة](4) بني رسول مائتين وأربع وثلاثين سنة، والله أعلم.
صفحه ۱۵۹