ثم أقاموا بعده الملك المسعود أبو القاسم بن الأشرف بن الناصر بن الأشرف(1) وعمره إذ ذاك ثلاثة عشرة سنة في ربيع الأول من سنة سبع وأربعين، فدخل عدن في ذي القعدة والمشايخ بنو طاهر في لحج من حرب المظفر، وفي أنفسهم ما فيها من الاستبداد بالملك لما يرون من ضعف المملكة وانحلال أمرها، فقاومهم الملك المسعود وخرج من عدن ودخل لحج سنة ثماني وأربعين.
وفي سنة تسع وأربعين، قدم الأمير زين الدين جياش السنبلي(2) إلى زبيد مقدما من قبل المسعود فاصطلح هو والمعازبة، ونابذ القرشيين، فغزا[357] الأشاعر إلى بعض بلدهم فأخربها، وغزا القرشيين ونزل النخل(3) في أيامه وصحبته المعازبة والعبيد، فحمل عليه القرشيون صبيحة مبيتة في النخل في شهر ربيع من سنة خمسين وثمانمائة [سنة](4) وانهزم الأمير جياش، وهرب العبيد والقواد، وقتل من كبراء الدولة وغيرهم كثير، وكانت وقعة مشهورة تعرف بعادية جياش(5).
ثم إن المسعود قصد تعز، وحاصر المظفر بحصنها، فضاق المظفر وأرسل إلى المشائخ بني طاهر، فنزل إليه الشيخ عامر بن طاهر مناصرا له على المسعود ليحارب المسعود، من قرب فلم يزل الشهاب(6) الصباحي(7) يعمل الحيلة في إخراج بن طاهر من القسطال حتى انحاز إلى بلده راضيا مختارا.
صفحه ۱۵۸