ولما رجع الأمير شمس الدين من زبيد أقطعه المظفر مدينة القحمة(1) وجهز معه مائة فارس من المماليك وغيرهم، فسار الأمير شمس الدين إلى الجوف(2) فاستباحه، وكان له هناك وقعات عظيمة(3).
وفي سنة ثلاث وخمسين جمع أشراف مكة جموعا كبيرة وأخرجوا بن برطاس من مكة، وقتلوا من أصحابه كثيرا وقبضوا عليه فاشترى نفسه منهم، وعاد إلى اليمن ووقعت الحرب بين أهل مكة وبين أهل العراق فاصلح بينهم أمير حاج الشام(4).
قال الخزرجي: وفي سنة أربع وخمسين خرجت نار بالحجاز بالقرب من مدينة النبي فكانت تأكل الحجر ولا تضر(5) الشجر، فأقامت مدة يعلو لهبها ودخانها ليلا ونهارا، وكانت ترى على مسافة أيام ثم طفيت بعد مدة.
قال: وهي التي ذكرها رسول الله فقال: ((يظهر في آخر الزمان نار شرقي المدينة تضيء لها أعناق الابل ببصرى من أرض الشام))(6)، فكان كذلك والله أعلم.
صفحه ۹۶