دولت اموی در شام
الدولة الأموية في الشام
ژانرها
67
وكان أول خروج هؤلاء الأزارقة في أربعين رجلا وذلك في خلافة يزيد الأول، أما مقرهم فكانت الأهواز، وهم يلقبون بالأزارقة نسبة لرئيسهم نافع بن الأزرق، والغريب أن ابن الزبير - حبا في توطيد سلطانه وتمكينا لسيادته ودعوته تجاه الأمويين - أظهر أنه على مبادئهم وآرائهم «فأعطاهم الرضا من غير توقف ولا تفتيش»،
68
فقاتلوا في صفوفه واستماتوا في الدفاع عن البيت الحرام، وكانوا من أشد أعداء الأمويين، وقد وفدوا عليه ولحقوا به وانتصروا له،
69
فكانوا ركنا متينا من أركان جيشه، لكنه لما مات يزيد الأول تزحزح كابوس الأمويين عن صدر ابن الزبير، فأخذ يناقشهم في مبادئهم ويجرب أن يجلبهم إلى حظيرة الجماعة الإسلامية، حتى إنه صرح مرة لما جادلهم في عثمان بقوله: «إني ولي لابن عفان في الدنيا والآخرة وولي أوليائه وعدو أعدائه.»
70
حقا لقد جاء هذا التصريح سابقا لأوانه؛ إذ جعل هذه الطائفة تناصبه العداء وتكيده، مع أنه كان في حاجة ماسة إلى من يناصره ويأخذ بيده أمام الحكومة الأموية.
قلنا: خرجت طائفة الأزارقة في ولاية يزيد الأول، فعهد هذا إلى عبيد الله بن زياد والي البصرة يومئذ أن ينازلهم ويعاملهم بالشدة، فكان لا يدع أحدا ممن يتهم برأي الخوارج إلا قتله حتى قتل بالتهمة والظنة تسعمائة رجل حسبما يروي لنا الدينوري،
71
صفحه نامشخص