دولت اموی در شام
الدولة الأموية في الشام
ژانرها
وأعجب الجغرافيون بجمال الصغد، ففضلها الإصطخري على الغوطة فقال: «إن صغد سمرقند أنزه البلدان، وتشتبك في أوديتها الخضرة والبساتين، وقد حفت بالأنهار الدائم جريها والحياض في صدور رياضها وميادينها، وهي أزكى بلاد الله وأحسنها أشجارا وثمارا، وفي عامة مساكن أهلها المياه الجارية والبساتين والحياض، قل ما تخلو سكة أو دار من نهر جار.»
35
ومن مدن الصغد مدينة كس (أو كش)، تقع بالقرب من سمرقند، وهي نحو ثلاثة فراسخ في مثلها، حصينة وتكثر فيها الأوبئة القتالة والحميات المخيفة لانخفاضها.
36
وأما بقية بلاد ما وراء النهر فأشهرها أشروسنة، تقع بين نهر سيحون وسمرقند، وهي طيبة الهواء عذبة المياه كثيرة الجبال.
37
ومنها فرغانة، وهي كورة واسعة كثيرة الخيرات عظيمة الرقعة تضم الرساتيق الكبيرة والبساتين الجمة، أكبر مدنها خجندة وبها الأعناب والجوز والتفاح والورد والبنفسج وأنواع الرياحين والفستق، وليس بما وراء النهر أكثر من قرى فرغانة، وربما بلغ حد القرية مرحلة لكثرة أهلها وانتشار مواشيهم وزروعهم.
38
ومنها الشاش، وهي الثغر الكبير في وجه الترك، وبها الرباطات القوية، وتمتاز بعمران قراها ووفرة مساجدها.
وقد افتتح قتيبة كل هذه المدن التي وصفناها بعد عناء شديد، وكان ذلك سنة 94ه/712م، ولم يتمكن المسلمون من بلاد الصغد أو خوارزم إلا حينما اشتدت الحرب الأهلية بين سكانها، فذكر لنا كل من البلاذري والطبري أن شابا من العائلة المالكة يعرف ب «خرزاذ» أو «خرزاد»، أسس حزبا قويا في البلاد، وراح يظلم الشعب ويغتصب أمواله وأعراضه حتى ضاق المليك به ذرعا، فأرسل إلى قتيبة يدعوه وبعث في ذلك رسلا، وقد هيأ له أسباب الفتح، فتمكن من الانتصار وانتقم من الأحزاب المعارضة ورفع لواء الأمويين في تلك الجهات. والظاهر أن قبائل الصغد كانوا ينزلون خوارزم، فعرفت خوارزم ببلاد الصغد، وتجد المؤرخين العرب لا يفرقون بين البلادين، فيقولون إن سمرقند هي عاصمة خوارزم، ويؤكدون أن الصغد كانوا نازلين بها.
صفحه نامشخص