والمعذرة إلى الله - عز وجل - وإلى المسلمين أن لا يأخذ علينا أحد في تمثيل كل فرقة منهم بما يليق بهم ، ونسبنا إلى الهجو والفحش من الكلام ، ولنا في كتاب الله - عز وجل - أسوة حسنة ، قال الله تعالى في بنعام بن باعورى إمام العور وقائد البور : ( فمثله كمثل الكلب ) إلى قوله : ( فأولئك هم الخاسرون ) .
وقال في اليهود عليهم لعنة الله : ( كمثل الحمار يحمل أسفارا بئس مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله والله لا يهدي القوم الظالمين ) .
وفي المنافقين . ( مثلهم كمثل الذي استوقد نارا فلما أضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون ) إلى قوله : ( إن الله على كل شيء قدير ) وقال : ( مثل الذين اتخذوا من دون الله ) إلى قوله : ( لو كانوا يعلمون ) وقال : ( مثل الذين كفروا بربهم وأعمالهم كسراب بقيعة ) إلى قوله : ( فما له من نور ) . والحمد لله رب العالمين .
[ باب : بيان معتقدنا ] ( 1)
وها نحن نبتدىء في إيضاح معتقدنا في الباري سبحانه ، وما يتعلق به من صفاته وأسمائه وذاته إن شاء الله.
فأول ذلك إن قال قائل : ما الدليل على إثبات وجود الباري سبحانه ؟
قلنا : وبالله التوفيق : الدليل على وجود الباري سبحانه الحدث .
فإن قال : ما الدليل على قدمه ؟
قلنا : يبقه الحدث .
فإن قال : ما الدليل على حياته ؟
قلنا : تصرفه في الحدث .
فإن قال : ما الدليل على علمه ؟
قلنا : إتقانه الحدث .
فإن قال : ما الدليل على قدرته ؟
قلنا : صدور الحدث .
فإن قال : ما الدليل على إرادته ؟
قلنا : تمييزه الحدث .
فإن قال : ما الدليل على رضاه وسخطه ؟
قلنا : اختلاف الحدث .
فإن قال : ما الدليل على الحدث ؟
قلنا : الحدوث . والله الموفق للصواب .
صفحه ۵۵