فمهلا أولئك مهلا، عن التخلف عن الله والإجتراء، هلموا إلى الأمر بالمعروف الأكبر، والنهي عن التظالم والمنكر، هلم إلى قسم فيكم عليكم، وإحياء كتاب الله وسنن رسوله فيكم، هلموا إلى غناء فقرائكم، والأخذ بالحق في أغنيائكم، هلموا إلى أخلاق المسلمين، والإقتداء بمن مضى من الأئمة المجاهدين، هلموا إلى الطلب بكتاب الله، والإنتصار من أعدائكم، هلموا إلى نصر الله، ونصر الحق والمحقين، هلموا إلى جهاد الفسقة الظالمين من أهل قبلتكم من جبابرتهم، من الأشراف وغيرهم. ألستم ترون عباد الله المخلصين، والقايلين في الله بالتوحيد، المقرين بما ذكر الله في الوعد والوعيد إلى دينكم مقتولا، وإلى الحق الذي أنزله على نبيكم مخذولا؟ وحكم الكتاب معطلا بينكم، وأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر معدوم فيكم، يرتع أعداء الله في جنى أموال المسلمين، قد أمنوا من تغييركم عليهم، ويئسوا من نكايتكم فيهم، وبسطوا أيديهم عليهم، وحكموا بحكم الشيطان فيهم، يذبحون أبناءهم، ويستحيون نساهم، وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم. حرموهم فيهم، واصطفوا مع ذلك أموالهم، وأجاعوا بطونهم، وأعروا ظهورهم، وأضاعوا سبيلهم، وأخافوهم على أنفسهم، يحتفون أموالهم، ويقتلون رجالهم، يمنعونهم النصف، ويسومونهم الخسف، هتكا للحريم، وتمردا على الله العظيم.
صفحه ۶۳۱