فأين الجهلة العمين، أو العلماء المتعامين؟ كيف يقيسون شيئا من أعمال العباد؛ إلى ما ذكر الله سبحانه من الجهاد؟! هيهات هيهات بعد القياس، ووقع على الجهلة الإلتباس، وحبطت بلا شك أعمال المختلفين، وخسر الراكنون إلى الدنيا، المؤثرون لما يزول ويفنى، المتشبثون بالأموال والأولاد والأهلين، وهم أحد اليومين لذلك مفارقون، ولما تشبثوا به تاركون، وعما أثروه على ربهم والجهاد في سبيله رائحون. وفي أولئك، ومن كان من الخلق كذلك ؛ ما يقول الرحمن الرحيم، فيما نزل من الفرقان العظيم: {قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين}[التوبة: 24].
صفحه ۶۳۰