ولا من غيركم: إنها بالنص والتوقيف الذي لا تدخل على القائل به حجة، ولا تلزمه معه لخصمه علة (1).
وقد ذكرنا توقيف رسول الله (صلع) الناس على إمامة على صلوات الله عليه ونصبه إياه، وكذلك فعل على بالحسن، والحسن بالحسين، والحسين بعلى بن الحسين، وعلي بن الحسين بمحمد بن علي، ومحمد بن علي بجعفر بن محمد، وكذلك من بعدهم من الأئمة إماما إماما بعده، فيما رويناه عمن قبلنا، ورأينا فيمن شاهدناه من أئمتنا، وهذا من أقطع الحجج وأبين البراهين، وما ليس لقائل فيه مقال ولا لمعتل عليه اعتلال.
وكذلك قولنا في الرسل والأئمة بين الرسولين: إن ذلك لا يكون إلا بنص وتوقيف من نبي إلى إمام، ومن إمام إلى إمام، ويبشر النبي بالنبي يأتي بعده، كما ذكر الله عز وجل في كتابه: (2) ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد. ويؤدى ذلك الأئمة بعضهم إلى بعض ويوقفون عليه أتباعهم إلى ظهور ذلك النبي (صلع) كما أقرت العامة أن آدم صلى الله عليه نص على شيث وأوصى إليه، وأن شيثا نص على الامام من ولده من بعده، وكذلك نص الأئمة يوقف (3) كل إمام على الامام بعده حتى انتهى ذلك إلى نوح، ومن نوح إلى إبراهيم، ومن إبراهيم إلى موسى، ومن موسى إلى عيسى، ومن عيسى إلى محمد صلى الله عليه وعلى آله، وعلى جميع المرسلين وعلى الأئمة الصادقين (4)، وقد أقرت العامة أن كل نبي مضى قد أوصى إلى وصى يقوم بأمر أمته من بعده، ما خلا نبيهم محمدا (صلع) فإنهم أنكروا أن يكون أوصى إلى أحد، على أن الناس أحوج ما كانوا إلى الأوصياء والأئمة لارتفاع الوحي وانقطاع النبوة، وأن الله ختمها بمحمد ورد أمر الأمة إلى الأئمة من أهل بيته صلوات الله عليهم أجمعين، وتفويض أمر الخلق إلى الأئمة إلى يوم القيامة. فهكذا نقول في النبوة والإمامة بالتوقيف والبيان، لا كما زعمت العامة أن الدليل على الرسل الآيات بلا نص ولا بشرى ولا توقيفات، ولو تدبروا القرآن لوجدوه يشهد بالذم لسائلي
صفحه ۴۳