يامعشر العسكر تعلمون صنائعي إليكم، وأنا أميركم الذي تعرفون، أعطيكم أكثر مما كنت أعطيكم، وأزيدكم.
وجعل يرفق بهم فلم يقبلوا منه ماقال، فقالوا بأجمعهم: لا ، نريد العلوي، فناشدهم بالله وعرفهم فضله، فخرج الإمام الهادي عليه السلام من المسجد وعبى من كان معه، ثم سار إلى منزله وجلس مشرفا على آل طريف والجفاتم، وأبو العتاهية معهم يكلمهم ويرفق بهم، ولايزيدهم ذلك إلا طغيانا وكفرا، فأمر الهادي عليه السلام أصحابه فاصطفوا قدام داره، وهو في مجلسه مشرف عليهم، فأتاه أبوالعتاهية، فقال له:
يا ابن رسول الله لاتعجل علي.
فقال له: انفذ إليهم فاصرفهم عن موضعهم؛ فوالله محمود لئن برزت إليهم لأنظمنهم في رمحي كما ينظم الجراد في العود.
فرجع أبو العتاهية إليهم فناشدهم بالله فلم يقبلوا منه، وحملوا عليه يرمونه بالنبل والحجارة، فطردوا أبا العتاهية، ووقع القتال بالقرب من دار الهادي عليه السلام.
وأتى أبو العتاهية إلى الهادي عليه السلام فقال له: اركب جعلت فداك فإن القوم قد غشوك.
صفحه ۴۹