وقول المخالف قول سعيد بن المسيَّب (١) وعطاء والحسن وسفيان.
١٥ - مسألة:
لا يمس المصحف ولا يحمله إِلَّا طاهر غير محدث ولا جنب، وهو قول [مالك و] الأوزاعي وسفيان وأبي حنيفة وأصحابه والشّافعيّ.
وقال حماد (٢) والحكم (٣): يجوز مسّه للجنب والمحدث [٢/ ب]، وبه قال داود.
١٦ - مسألة:
[عند مالك] الجنب ممنوع من [قراءة] القرآن، إِلَّا الآية والآيتين.
وعند أبي حنيفة: [إِلَّا من] بعض آية.
وعند الشّافعيّ ممنوع من قليله وكثيره.
وقال داود: يجوز له قراءة القرآن كله كيف شاء.
وأمّا قولنا: في الآية ونحوها جائز؛ لأنّ الامتناع منه يشقّ، [و] لأنّ النَّاس محتاجون لذكر الله والتعوّذ؛ فخفّف عنهم ذلك.
_________
(١) هو: أبو محمَّد سعيد بن المسيَّب بن حزن القرشي المدني: سيد التابعين، واحد
فقهاء المدينة السبعة، رأى عمر ﵁، وسمع عثمان وعليأوغيرهم رضي الله ص
عنهم جمع بين الحديث والفقه والزهد والعبادة والورع، أخرج له الستة. توفي: ٩٤هـ.
انظر: السير: ٤/ ٢١٧، التهذيب: ٤/ ٧٤.
(٢) هو: أبو إسماعيل حماد بن أبي سليمان مسلم الكوفي- مولى الأشعربين-: العلّامة
الإمام فقيه العراق، هو في عداد صغار التابعين، تفقه بإبراهيم النخعي، وهو أنبل
أصحابه وأفقههم، وأخرج له مسلم. توفي: ١٢٠هـ. انظر: السير: ٥/ ٢٣١، التهذيب:
٣/ ١٤.
(٣) هو: أبو محمَّد الحكم بن عتيبة الكندي، مولاهم الكوفي: الإمام الكبير عالم الكوفة،
صغار التابعين، روى عن أبي جحيفة وعبد الله بن أبي أوفى ﵁: كان ثقة
ثبتًا أخرج له الستة، وفقيهًا من كبار أصحاب إبراهيم النخعي. توفي: ١١٥هـ. انظر:
السير: ٥/ ٢٠٨، التهذيب: ٢/ ٣٧٢.
1 / 70