على قلوبهم وسمعهم وأبصرهم وأولئك هم الغافلون لا جرم أنهم في
الأخرة هم الخاسرون).
وقال رضي الله عنه: لما كانت قلوب العموم غافلة بأسبابها، محجوبة بظلمة اكتسابها، غير
واصلة لإدراك المعاني الغيبية والعلوم الحقيقية ، جعل الحق تبارك وتعالى قلوب طائفة
من عباده واصلة لكنوز الأسرار ، جالبة لذخائر الأنوار، ناقلة لصحاح الأخبار
مناسبة للعالم الشهادي بأشباحها، قريبة من العالم العلوي بقلوبها وأرواحها.
فصارت بذلك برازخا بين الظلم والأنوار، ووسائط هدى بين عالم الصفاء
ومظاهر الأكدار ، وصارت وسيلة لتوصيل العلوم الغيبية والمعاني العلوية إلى القلوب
المحجوبة في القوالب البشرية، فهم برازخ الأنوار، ومعادن الأسرار، ( أولئك الذين
هداهم الله وأولئك هم أولوا ألألباب ).
صفحه نامشخص