الدوج :
ماذا تريدين يا ديدمونه؟
ديدمونه :
لقد أحببت المغربي حبا يقضي علي بألا أفارقه في حياتي. أثبت ذلك بما تعرضت له من سوء الأحدوثة
16
والاستسلام للقدر وقلبي يعينني على تحمل جميع المتاعب التي يقضي بها علي منصب هذا السيد الذي وقفت روحي وسعادتي على مجده وبسالته. فإذا تركتموني أيها السادة الأعزاء مقيمة ههنا كالفراشة في أيام الصفاء على حين يذهب هو إلى الحرب حرمتموني إيفاء النذر الذي نذرته لذلك الشرف الذي من أجله أحببته وسمتموني عذاب هجر طويل علي مهما قصر. فائذنوا لي بالسفر معه.
عطيل :
إذنا بسفرها أيها السادة. أبتهل اليكم أن تجيبوها إلى سؤلها والله يشهد أنني لا ألتمس لها هذا العناء لمتاع نفسي وإخماد لواعج قلبي فقد شفيت سورته الأولى، ولكن لقضاء رغبتها بحب وكرامة. كما أنني أحاشي معاليكم الطاهرة من أن تظنوا أنني سأهمل الأعمال الجدية الجسيمة المنوطة بي لأن حليلتي تكون بجانبي. لا لا. ولو أنني استسلمت بغرام استسلاما يغشى بنعيمه حزمي وعزمي ويفسد للذاته قيامه بواجباتي لرضيت أن تأخذ قعائد البيوت خوذتي ليصطنعن منها طاسة، وأن يباريني في شهرتي ومجدي الزعانف
17
الذين يصحبهم النحس والخجل فيظهرا علي ويسبقوني.
صفحه نامشخص