وجه آخر : إنه لو ورد في القرآن شيء غير معلوم لكان يجري مجرى [..........] الزنجي بالعربية أو العربي بالفارسية وهذا مستقبح عندي غيره عز وجل فكيف نخشى منه سبحانه .
إن قيل أنه قد روى عن النبي صلى الله عليه وآله [وسلم] أنه قال :" إن من العلم كهيئة المكنون لا يعلمها إلا العلماء بالله فاذا أنطقوا به أنكره أهل العزة بالله .
قلت: إن هذا الخبر لا دليل فيه من وجوه:
الأول: إنه خبر احادي وهو لا يقوم في وجه المقطوع به.
الثاني: إن هذا يوجب ان العلماء قد عرفوه وأنتم فلما لا سبيل إلى فهمه.
الثالث: إن شهد بالمكنون ولم يقل هو مكنون وشبهه به من حيث أن كل أحد لا يطلع عليه إلا العلماء فمن المعلوم ما لا يقبله تفصيلا عقول أولي أهل العزة بالله وإن كانوا قد عملوا به مجملا وقبلوه جملة كما قال بعض اهل البيت عليهم السلام.
لقيل لي أنت ممن يعبد الوثنا ......كمن غريبة علم لو أبيح بها ...
إن قيل انه قد روى عن أمير المؤمنين عليه السلام الخبر الذي تقدم.
قلت: إن معتى كلام أمير المؤمنين عليه السلام ان لكل كتاب خيرة وخيرة هذا الكتاب الكريم حروف التهجي إذ فيها قمع كل كافر ومنافق وبها يقع إقرار كل من سمعها بالقرآن على ما ننسبه إن شاء الله تعالى.
إن قيل: أن الأفعال التي كلفناها نوعان وضربان فنوع عرفت وجوه الحكمة فيها كالصلاة فإنها نهج عن الفاحشة والمنكر وفيها التضرع الشكر والخضوع الظاهر أن يغفر لعبد جبينه وهو ممن اعز أعضائه بين التراب تذللا لمولاه وكذلك الزكاة فإنها تعطى إن مخرجها ساع في أوامر الله تعالى مجتهدا فما يتقر ب به إليه عز وجل من نفاعة الفقراء والمساكين والصوم فهو يدل على قمع شهواته والبعد عن الظفر بلذاته كما قال النبي صلى الله عليه وآله [وسلم] حلكيا عن الله تعالى : قال يقول الله : الصوم لي وأنا أجزي به الجنة"
صفحه ۳۸