عنوان الزمان في تراجم الشيوخ والأقران
Unwan al-Zaman fi Tarajim al-Shuyukh wa-l-Aqran
ژانرها
أجد غيرها ، فقلت لصاحبه : بعني هذه الورقة . فقال : وهبتكها . فأخذتها ، فلم أجد الكتاب ناقصا غيرها ، فمسحت ما عليه ودفعته إلى بدر الذين بن صدقة المجلد ليحبكه ، وكان دلالا على الكتب خبيرا بأثمانها ومن يشتريها ، فقال : أنا أعرف عجمياكثير الرغبة في هذا . ثم [أخبره ] أنه ينادى عليه يوم السنوق . وقال لشخص من التجار: إن ذلك العجمى راغب في هذا الكتاب ، وإنك إن اشتريته أخذه منك بفائدة . ثم نادى عليه ، فتزايد عليه فبلغ نيفا وأربعمائة . ثم سالنى بدر الدين أن أبيعه للعجمى ، لما له فيه من الرغبة ، وأنه إذا اشتراه غيره حصل له ضرر . فبعته له ، وكان ذلك سبب تجارتى في الكتب وحدثنى ، أنه اشترى الروضة للنووى ، وعليها خط الشيخ بدر الدين الزركشى ، لكن فيها نقض ، فاستمرت عنده مدة مديدة لم يطلبها أحد . قبينا العلاء الفرقشندى جالس عنده، ، إذا دلال ينادى على كتاب ومعه أوراق منتورة بعشرين ، فقال العلاء : اشترى هذه البيعة . فقلت : لا حاجة لى بها . فذهب الدلال ثم عاد ، ولم يزد أحد شيئا ، فقال العلاء : اشترها فقلت : لا حاجة لى بها ، فإن الورق لا يصلح إلا لبطائن الكتب ، وأنا لا أتسبب فى إضاعة العلم . مفقال : اشترها فقلت : فمن أى كتاب هذه الأوراق فقال : من الروضة . فتعلق أملى في الحال أن تكون من النقص ، الذى فى نسختى ، فاشتريتها ثم فتحت الجزء الذى فيه النقص فوجدته إنما ينقص بذلك الأوراق لا غير ، وهى ستة عشرة ورقة كل واحدة من مكان ، ففككت حبكه ووضعتها مواضعها وحبكته فلما أخذته من المجلد ، جاء جمال الدين المغربى - ناتب كاتب السر بحماه - فطلب روضة ، فأريته إياها فاشتراها . وهذا من عجايب الاتفاق وحدثنى العز ، أنه شاهد الشيخ عبد الرحمن بن الصايغ المكتب ، وقد جاء شخص إلى مبارك شاه الكاتب بثلاثة كراريس ليكتبها له ، فاشتد عليه في الأجرة . فشفع فيه الشيخ عبدالرحمن ، فلم يقبل ، فأعاد عليه وقلل ذلك ، وقال : يقدر الإنسان يكتبه وهو واقف على رجل واحدة . فقال : اعمل ، فإنى لا أكتبه . فثنى الشيخ عبدالرحمن رجله على ركبته ، واتكأ على مصطبة الدكان وكتب الكراريس الثلاثة إلى انقضاء السوق قبيل العصر ، وأنا شاهد .
قال : وحدثنى عنه الشيخ عزالدين ابن جماعة ، أنه اضطر إلى كتابة كتاب فى يوم لأن صاحبه لا يسمح بإعارته أكثر من ذلك ، خوفا من أن يكتبه أحد ، وذلك الكتاب في سبعة عشركراسا . قال : فمر على الشيخ عبدالرحمن وقت الصبح ، فسالته أن يفرقه على سبعة عشر شخصا من تلامذته ، يكتبونه في ذلك اليوم . فقال : أحسنن من هذا ، أنى أكتبه أنا فيكون بخط واحد فاستوثقت منه ، فطلب أن أضعه فى خلوة في الجامع وأضع عنده رغيفا وجبنا وماء يشرب منه ويتوضا ففعلت ذلك ، وغبت عنه إلى أن صليت المغرب ، فدخلت عليه فوجدته يكتب فى تاريخه. وقال: لولا انشغالى بصلاة المغرب مع الجماعة ، كتبت التاربخ قبل هذا الوقت . قال العز : تم اجتمعت بالشيخ عبد الرحمن فسالته عن ذلك ، فحدتنى به هكذا سواء وأخبرنى العز التكرورى ، أنه مات له قريبان ، أحدهما هذما ، والاخر غرقا . فرأى الغريق فى المنام ، فسأله عن بعض أقاربه من الأموات ، فأخبره عنهم بأشياء ، وسأله عن الهديم ، فقال : طيب ، وأنا وهو ساكنان فى منزل واحد وأخبرنى : أنه زار القرافة يوما بعد نقوهه من مرض ، وتحته حمار جيد ، فلما كان قريبا من القاضى بكار ، مرح ورفس بالزوج وعدا أشد العدو ، فخشى أن يسقط عنه ، فرمى بنفسه الأرض ، واستمر الحمارفى شوطه فرمى ما عليه من الآلات كل شىء في ناحية . قال : فسرت على مهلى أقفوأثره ، والتقط الآلات . فلما وصلت إلى مزار القاضى بكار وقفت عنده ، أدعو الله تعالى أن يرد على حمارى . فلم [أنته] إلا وهو آت بين كلبين كأنهما يسوقانه حتى وصل إلى عندى ، فأخذته فالتفت إلى الكلبين فلم أرهما [ومات يوم الأربعاء سابع عشرى جمادى الأولى سنة سبع وخمسين وثمانمائة بالقرافة . وصلى عليه في ذلك اليوم في باب النصر ، ودفن في الصحراء]
-460 - محمد بن أحمد بن عثمان بن تعيم بن مقدم بن محمد ، البساطى ، قاضى القضاة شمس الدين ، علامة الوقت وأستاده . ولد سنة سنتين وسبعماية اتفقت له قضايا غريبة حسنة ، منها : أن الأشرف أخرج عنه مدرسة وأعطاها لبعض الأمراء : فاحتاج الأشرف إلى فتوى فى قضية ، فأرسل إليه يستفتيه . فكتب على جنب الورقة : يكتب عليها فلان ، وسمى ذلك الأمير . فقالوا للأشرف ، فقال : ما تأويل هذاء فقالوا له : فرد إليه نظر ذلك المدرسة وعرض يخيى بن علم الذين شاكر بن الجيعان القبطى ، على شيخنا ابن حجر كتبا حفظها ، وكان هو وجماعته مباشرى ديوان الجيش والذخيرة ، وغيرها من تعلقات السلطان ، وغالب أوقاف القاهرة . فكتب له ما جرت به العادة ، ولما سماه قال : ولد الكرام الكاتبين . وعرض على البساط صاحب الترجمة ، فكتب له ، على ما حدثنى به البدر ابن يوسف الذميرى ذ الحمد لله ، الذى أشبع بعد جوع ، وأيقظ بعد هجوع ، وأغنى بعد قلة ، وأعز بعد ذلة ، يخرج الحى من الميت . وأشهد أن لا إله إلا الله ، الذى رفع علم الإسلام وخذل علم الكفر . وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله ، الذى محق بسيفه عنق كل كأفر ، فأصبح كل منهم لدينه شاكر . وبعد ، فقد عرض على الولد شرف الذين يحيا وكتبها هكذا بالألف ولم ينقطها ، قصارت تحتمل أنها بضم وبعد الحاء نون مشددة [ومات بالقاهرة بعد عصر يوم الخميس ثانى عشر شهر رمضان ، أو ليلة الجمعة ثالت عشر ، سنة اثنتين وأربعين وثمانمائة]
-461- محمد بن أحمد بن الفقيه عثمان بن عمر بن عمران ، الشهير بابن شقير خادم الشهاب أحمد بن عبد الرزاق ، ابن أخى شيخنا عبد الرحمن [أبو] شعر . ولد تقريبا سنة خمس وسبعين وسبعماية -462 - محمد بن أحمد بن عيسى بن محمد بن عبد الذه بن سعيد بن عامر بن جابر .
القاضى جمال الدين أبو السعادات بن القاضى شهاب الدين بن القاضى عماد الدين ابن مكينة ، المذجحى القصورى ، بضم القاف والمهملة نسبه إلى بلد من بلاد اليمن السلامى ، نسبة إلى قرية السلامة - بالتخفيف - من الطائف ، المالكى ، ومكينة التى يشهرون بها ، بفتح الميم وأخرها نون . وهى أم عيسى ، وكانت حافظة لكتاب الله ، فاضلة في مذهب مالك . وهى التى أقرات ولدها عيسى القران ، وقوت عزمه على الاشتغال بالعلم ولد جمال الدين هذا سنة أربع عشرة وثمانمئة تقريبا بقرية المليساء - بمهملة ، مصغر : من وادى الطائف ، وفرا بها جميع الفرأن وتلا برواية نافع على أبيه . وحفظ الأربعين للنواوى ، والنهاية في اختصار الغاية على مذهب الشافعى ، وملحة الإعراب ، وكتاب التنبيه للشيخ أبى إسحاق وولى أبوه قضاء تلك البلاد بعد جده عماد الدين عيسى مدة ، ثم عزل نفسه ورعا ، فولى ذلك أخوه جمال الدين محمد بن عيسى
فلما مات ، ألزم أهل تلك البلاد جمال الدين هذا أن يتخول مالكيا ويلى قضاءهم ، لأنهم يحتاجون إلى مسائل في قضاياهم لا تتوجه إلا على مذهب مالك ، منها : القضاء بالخط . وأما أهل البلاد فكلهم شافعية ، فأجابهم وحفظ الرسالة لابن أبى زيد ، وبحث فيها مواضع على الشيخ جمال الدين يوسف الجزولى ، وجمال الدين محمد الجزولى - نزيلى مكة المشرفة - وغيرهم ولازم الحج من حين عقل نفسه ، لم يقطعه ولا سنة واحدة ، وزار قبر النبي صلى الله عليه وسلم : لقيته بالمسجد الحرام من مكة - شرفها الله تعالى -: في ذي الحجة من سنة ثمان وأربعين : ثم رحلت إلى الطايف ، فلقيته بمنزله فى قرية السلامة ، يوم الثلائاء عاشر صفر سنة تسع وأربعين ، ونزلت عليه ، ودار معى في تلك المشاهد ، جزاه الله عنى خيرا وأخرج إلى استدعاء مورخا بصفر سنة ثلات وعشرين وثمانماية ، وفيه اسمه وأسماء إخوته عبد العزيز ، وأم الخير ، وأم الحسنن . وكتب لهم عليه بالإجازة جماعة ، منهم عبد الرحمن بن عمر البلقينى قاضي القضاة جلال الدين ، ومحمد بن الذيرى الحنفى قاضى القضاة شمس الدين والد قاضي القضاة سعد الدين ، وأحمد بن عبدالرحيم بن الحسبين العراقى قاضي القضاه ولى الدين أبوزرعة ، وأحمد بن على بن حجر شيخنا قاضى القضاه شهاب الدين حافط العصر ، وأحمد بن نصر الله البغدادى شيخنا قاضى القضاة محب الدين الحنبلى ، وأبو بكر بن عمر القمنى الشافعى العلامة زين الذين وعثمان بن أحمد الدنديلى ، ومحمد بن أحمد العسقلانى الحنبلى وهو الشمس الشامى ومحمد بن جامع بن إبراهيم بن أحمد البوصيرى ، وعلى القوى ، ومحمد بن محمد بن محمد بن الجزرى شيخنا علامة الإقراء شمس الدين ، وأحمد بن أبى بكر بن إسماعيل ابن سليم بن قايماز بن عثمان [بن] عمر الكنانى البوصيرى شيخنا شهاب الدين واستدعاء أخر مؤرخ بربيع الأخر سنة ثلات وعشرين ، فيه اسمه وأسماء إخوته ، والزكى الغمارى ، والشجاع المصمودى إمام قرية أبى الأخيلة ، واسم السنراج أبى عمارة .
وقد تقدم فى ترجمة أم الحسن أخت ابن مكينة هذا
-463 - محمد بن أحمد بن على بن عبد الخالق السيوطى الشافعىي . ولد فى أسيوط سنة عشر وثمانماية ، ثم انتقل به أبوه إلى مصر ، فقرا بها الفرأان . وحفظ المنهاج والشاطبية ، والعمدة والملحة . وبحث مجموع الكلاتى ، والملحة ، على الشيخ شنهاب الدين السخاوى، والملحة وقطعة من منهاج الفقه ، على الزكى الميدومى وأخبرنى أنه إذ عرض كتبه ، أجازله الرواية الجلال البلقينى ، والولى العرافى ، والشهاب ابن حجر ، والزين القمنى ، والبرهان البيجورى . وكان له أخت اسمها كلثوم حفظت الفرأن العظيم ، والتنبيه ، والشاطبية ، والعمدة ، ومنهاج الأصول ، وأربعين النووى ، وعرضتهم أنشد يوم الثلائاء سابع عشر جمادى الأخرة سنة خمس وأربعين وثمانماية ، بالمدرسة البيبرسية ، سيدنا ومولانا قاضى القضاة شيخ الإسلام ، يمدحه عقب إملائه سمعت ، [الكامل ] حيا الحياء رسوم برقة ثمهد وسقى العهاد طلول ذاك المعهد وغشى زباها من ذوارف مزنه شيبا دوارفه تروح وتغتدى في روضة عبت الصبا بذيولها فتأرجت بعبيره العطر الندى حاكت لها باللطف أيدى زهرها سجقا وطرزها الاصيل بعسجد فكأنها ديباجة طويت على فيروزج متمنطق بزيرجد والطل ذب على عذار أديمها فتوسوست لولا الحيا لم ترقد والنهر جن بها فسلسله الهوا والبرق يقفو إثره بمهند ويسوفه لطف النسيم إلى الربا شوقا فينساب أنسياب ألاسود .
منها ، فبساطها من سندس وسماؤها من لؤلؤ وعبيرها يروى الصدى منها ، والورق فى أوراقها تتدارس الإملا وتلقى درس مسند أحمد قاضى القضاة وتافعى زمانه فى العلم ثم الحلم تم السؤدد علامة العلماء حافط عصره ركن الشريعة والفريد الأوحد الرحلة الحجى حاوى الفضل في كل العلوم الخاشع المتهجد يا كعبة قبل الوقوف دخلتها من بابب شيبة حمدك المتاكد منها ، وجعلت بيئك عن يسارى ثم لم أبدا بغيرك والوجوب مقيدى موأقبل الحجر الشريف لأنه قسما يمين الله رب محمد وخرجت من باب الصفا أسعى إلى أن طاب فى المسعى إليك ترددى ووقفت فى عرقات بأبك خاضعا ومددت فى طلب القبول لكم يدى وإذا الئدا بت في منى نلت المنى وارم الجمار على أعادى أحمد هو أية الله الذى أنطخنت به فرق الضلال وشج رأس المعتدى هذا شهاب ثاقب واستقتهم يفتوك أن مداة فوق الفرقد أقلامه مخضرة بيض الندى قامت لأرزاق العدى لم تقعد نسخت له بالجود كل شريعة فى النحل فانتسخت كأن لم توجد بادى السكينة في كلا غضب وفى حال الرضا كالشافعى محمد خلق ارق من النسيم وراءه عزم أشد صلابة من جلمد بالبشر قد مزج المهابة واقتفى سنن الصحابة فهو أكرم مقتدى سارت به أيامه وكلامه ونظامه سير الحديث المسند
منها : برياح جودك فى سباسب راحتى طيرت أعدائى عليك وحسدى يا غوث كل ملكة ورجاءكل مؤمل يا عيد كل معيد أسلم على رغم الحسنود وعش على غيظ الأعادى في السرور السرمد -464- محمد بن أحمد بن عماد - بكسير المهملة وأخره مهملة - بن يوسف بن عبد النبى ، الفاضل شمس الدين بن العلامة شهاب الدين بن العماد الأقفهسى الشافعى ولد سنة [ثمانين] وسبعماية بالقاهرة ، وفرا بها الفرأن . وحفظ العمدة ، والشاطبية ، والمنهاجين الفقهى والاصولى ، وألفية ابن مألك ، وعرضها على مشايخ العصر ، السراج البلقينى ، وغيره واسمعه أبوه جزء ابن فيل ، على البرهان إبراهيم بن أحمد بن عبد الواحد الشامى سنة إحدى وتسعين وسبعماية وشبغله بالفقه وأصوله والنحو حتى فضل . وبحث فى الشاطبية على الفخر الضرير، إمام جامع الازهر . وحج مرتين ، أولهما سنة ثمانماية وهو أحد العدول بالدكان التى بين السنوربين ، تجاه الزفاق السالك إلى جامع أمير حسبين . وأخبرنى ، أنه جمع بين كلام البدر بن مألك على خلاصة أبيه ، وبين ابن عقيل ، وسماه : الشرح النبيل الحاوى لكلام ابن المصنف وابن عقيل . وأنه شرح
صفحه نامشخص