78 ... بمكة، اللهم بارك لهم في مكيالهم، وبارك لهم في صاعهم، وبارك لهم في مدهم.
والأحاديث في هذا الباب كثيرة.
وفي هذا الحديث دليل لائح وبرهان واضح على تفضيل هذه البلدة الكريمة وتعظيم شأنها وتفخيم مكانتها ومكانها؛ وقد تعلق بهذا الحديث جماعة من العلماء وفقهاء الإسلام.
ويستدلون به على أفضيلة هذه البلدة على سائر البلدان مطلقا - مكة وغيرها - وممن قال بذلك عمر بن الخطاب وعبد الله بن عمر رضي الله عنهما والإمام مالك وغيرهم.
المحفوظة: سميت به لأن الله صانها وحفظها وزين بيانع الخيرات والبركات أغصانها، وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم: (القرى المحفوطة أربع: المدينة ومكة. وإيليا. ونجران).
المدينة، ومدينة الرسول صلى الله عليه وسلم: المدينة: مأخوذة من مدن بالمكان، إذا أقام به، وقيل من قوله: دانه يدينه، إذا ملكه، لأن مدينة مملوكة سميت بها لأن السلطان يسكنها من بين القرة، قال تعالى: (فلولا إن كنتم غير مدينين) قال: ومنها قيل لكل قرية يسكنها أم القرة التي حولها مدينة.
ومنه المدينة للأمة المملوكة، وقيل سميت الأمة مدينة من جاه إذا أذله، لأن العمل أذلها فهي على هذا مفعله أي مدينة، فقلبت حركة الباء إلى الدال.
والمدين لأسد، وأنا ابن مدينتها أي عالم بها، كما يقال وهو ابن بجدتها للعالم بالشيء والدليل الهادى ولمن لا يبرح، من قوله: وعنده بجدة ذلك أي علمه.
والمدينة: الحصن الذي يبنى بأسطحه من الأرض، والمدينة أبيات مجتمعة كثيرة وأيضا علم لستة عشر موضعا، وهي: أصفهان، وانبار، وبغداد، وبخارى، وسمرقند، وكازرون، ومرو، ومصر، ونسف، ونيسابو، وبلد الأندلس، وبلد بنواحي البحرين، وبلدان بقزوين: المبارك، والموسوية، وبلدة معروفة على تحو ثلاث مراحل من دهك.
وقد نسب إلى كل واحد منها مديني، إلا مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم مدني.
...
صفحه ۷۸