77 ... المختارة: المجتباة: من قولهم اختاره، إذا اصطفاه، والمختارة أيضا: محلة كبيرة ببغداد سميت المدينة المختارى لأن الله عز وجل اختارها من جميع الأرض المهاجرة خير الخلق وحبيبه في حياته، واختارها مضجعا لجسده الكريم بعد وفاته.
المؤمنة: الإيمان لغة: التصديق، والإيمان أيضا: الإدخال، من الأمن والإيمان، فإن كنت يمعنى التصديق فيحتمل فيها وجهان: الوجه الأول: يجعل على الحقيقة وأنها هي مصدقة بالله تعالى مؤمنة مطيعة كسائر المؤمنين من ذوي العقول، قال تعالى (ائتينا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين)، وقال تعالى: (يا جبال أوبي معه اليطر)، وقد سبح الحصى في كفه صلى الله عليه وسلم فلا يبعد أن يجعل الله في الجماد قوة قابلة للتصديق والتكذيب ونحو ذلك، كما قال صلى الله عليه وسلم (نهران مؤمنان ونهران كافران: أما المؤمنان فالنيل والفرات، وأما الكافران فدجلة ونهر بلخ) وإلى هذا ذهب كثير من العارفين وأهل التحقيق.
والوجه الثاني أن يحمل على المجاز وأن بها اتصاف أهلها بصفة الإيمان وأن الإيمان منها ظهر وعنها انتشر.
المباركة: سميت المدينة مباركة لأنها بورك فيها.
والبركة في اللغة: النماء والزيادة وأيضا الخير والسعادة، والتبرك الدعاء بالبركة، ويقال: بارك الله لك، وبارك فيك وبارك عليك، كل ذلك بمعنى: أي حلت عليك البركة، لما رويناه من حديث أبي هريرة يرفعه: (اللهم بارك لنا في ثمارنا، اللهم بارك في مدينتنا، وبارك لنا في صاعنا، وبارك لنا في مدنا، اللهم إن إبراهيم عبدك وخليلك ونبيك، وإني عبدك وحبيبك ونبيك، وأنه دعاك لمكة، وأنا أدعوك للمدينة بمثل ما دعى به لمكة ومثله معه).
ومن حديث أنس يرفعه: (اللهم اجعل المدينة ضعفي ما جعلت من البركة
...
صفحه ۷۷