لماذا لا يوصف الكافر بعلو الهمة؟
يخطىء بعض الناس حين يصفون بعض شعوب الكفار كالألمان مثلا أو اليابانيين، أو أفرادهم من المخترعين والباحثين، بالهمة العالية، وهذا خطأ بين، لأن الهمة العالية حكر على طلاب الآخرة، وهي -من شرفها وعزتها- تأنف أن تسكن قلبا قد تنجس بالشرك والكفران، وتلطخ بأقبح معصية في الوجود، قال تعالى: {إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار}، وقال سبحانه: {ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق}، وقال عز وجل: {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما}.
وقد بينا أن كمال "الإرادة" بكمال "المراد".
فمن نظر إلى "الإرادة"، وقطع النظر عن "المراد" وقع في هذا الخطإ البين.
وقد تواترت نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية على ذم الدنيا وتحقيرها، ومدح الآخرة وتعظيمها، وهذا الكافر ليس له مراد إلا تعمير الدنيا، فلها يكدح، وعليها يقاتل، مع إعراضه عن الآخرة، وزهده فيها، أو تكذيبه بالبعث والنشور، قال تعالى:
صفحه ۶۸