العدة في شرح العمدة في أحاديث الأحكام لابن العطار
العدة في شرح العمدة في أحاديث الأحكام لابن العطار
ناشر
دار البشائر الإسلامية للطباعة والنشر والتوزيع
شماره نسخه
الأولى
سال انتشار
١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٦ م
محل انتشار
بيروت - لبنان
ژانرها
قولها: "فَأَبَدَّهُ رَسُولُ اللهِ ﷺ نَظَرَهُ"؛ أي: نظر إليه طويلًا.
يقال: أَبَدْتُ فلانًا النَّظر؛ إذا طولته إليه، فكأن أصله من معنى التَّبْديد، الَّذي هو التفريق؛ وكأنَّه ﷺ أعطاه مدَّته من النظر؛ أيْ: حظَّه (١).
وقولُها: "فَقَضَمْتُهُ وطَيَّبْتُهُ"؛ أَيْ: مضغتهُ بأَسَناني وَلَيَّنْتُهُ.
وقولها: "بَيْنَ حاقِنَتي، وذَاقِنتي"؛ الحاقِنَةُ: الوَهْدَة المنخفضة بين الترقوتين من الحلق.
والذاقنة: الذقنُ، وقيل: طرفُ الحلقوم، وقيل: ما ينالُه الذقنُ من الصدر.
والحواقنُ: جمع حاقنة؛ وهي: أسافلُ البطنِ أيضًا، وقيل في الذاقنة: أعالي البطن؛ فكان المراد: بحقن الطعامِ؛ أَيْ: يجمعه (٢)، ومنه المِحْقنة -بكسر الميم-: التي يحتقن بها، ومن كلام العرب: لأجمعنَّ بين حواقنِك، وذواقنِك (٣).
وقوله ﷺ: "في الرَّفيقِ الأَعْلى": يجوزُ أَنْ يكونَ إشارةً منه ﷺ إلى قوله تعالى: ﴿وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا﴾ [النساء: ٦٩]؛ فيكون معناه: الأعلى من نوع البشر.
وقد صنَّفَ السهيلي صاحبُ "الرَّوْضِ الأُنُف" كتابًا في مبهمات القرآن، وذكر أنَّ المُنْعَمَ عليهم؛ الَّذين أُمرنا بسؤال أنْ نهدى صراطهم، في الفاتحة؛ هم: في قوله تعالى: ﴿فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ﴾ [النساء: ٦٩]، الآية في سورة النساء (٤).
(١) انظر: "غريب الحديث" للحربي (٣/ ١١٣٦)، و"لسان العرب" لابن منظور (٣/ ٣٩٨)، و"مختار الصحاح" لأبي بكر الرازي (ص: ٢٥٨)، (مادة: بدد).
(٢) في "ح": "جمعه".
(٣) انظر: "غريب الحديث" لأبي عبيد (٤/ ٣٢٢)، و"لسان العرب" لابن منظور (١٣/ ١٧٣)، و"القاموس المحيط" للفيروز أبادي (ص: ١٥٣٧).
(٤) انظر: "التعريف والإعلام فيما أبهم من الأسماء والأعلام في القرآن" للسهيلي (ص: ١٧).
1 / 157