التعليقات المختصرة على متن العقيدة الطحاوية

صالح فوزان d. 1450 AH
83

التعليقات المختصرة على متن العقيدة الطحاوية

التعليقات المختصرة على متن العقيدة الطحاوية

ناشر

دار العاصمة للنشر والتوزيع

ژانرها

وقد علم الله تعالى فيما لم يزل عدد من يدخل الجنة، وعدد من يدخل النار جملة واحدة، فلا يزداد في ذلك العدد، ولا ينقص منه: ــ ذبابًا ولو اجتمعوا له) [الحج: ٧٣] فالخالق الله سبحانه، ولا أحد يخلق معه، فكيف يُعبد غيره ممن لا يخلق ولا يرزق ولا يملك لنفسه نفعًا ولا ضرًا؟! فمعنى الآية (وإذ أخذ ربك...) [الأعراف: ١٧٢] شهادة الفطرة وشهادة الكائنات على وحدانية الله ﷾، وليس لأحد أن يعتذر يوم القيامة ويقول: (إنا كنا عن هذا غافلين) [الأعراف: ١٧٢] . فالاحتجاج بالتقليد لا يصلح أمام البراهين القاطعة والأدلة الساطعة. هذا الكلام وما بعده من كلام الشيخ ﵀ كله في موضوع القضاء والقدر. والإيمان بالقضاء والقدر هو أحد أركان الإيمان الستة، كما قال ﵊: "الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره" (١)، وفي القرآن قوله جل وعلا: (إنا كل شيء خلقناه بقدر) [القمر: ٤٩] وقوله: (وخلق كل شيء فقدره تقديرًا) [الفرقان: ٢] . فليس هناك شيء بدون تقدير، أو أن هناك أشياء تقع صدفة،

(١) أخرجه البخاري رقم (٥٠) وسلم رقم (١٠) .

1 / 105