236

التعليقات المختصرة على متن العقيدة الطحاوية

التعليقات المختصرة على متن العقيدة الطحاوية

ناشر

دار العاصمة للنشر والتوزيع

ژانرها

قال الله تعالى: (إن الدين عند الله الإسلام) . وقال تعالى: (ورضيت لكم الإسلام دينًا):
وهو بين الغلو والتقصير:
ــ
من الأديان السابقة؛ لأن رسالته ودينه ﵊ عام لكل الخلق، وشامل لكل زمان ولكل جيل.
فهو الدين الذي رضيه لعباده من بعثة محمد ﷺ إلى أن تقوم الساعة.
فالإسلام وسط بين الغلو، وهو: الزيادة والتشديد، وبين التقصير، وهو: الجفاء، فدين الإسلام وسط لا تشديد فيه ولا تحلل منه، فكلا الطرفين مذموم، والوسط خير، ولهذا قال سبحانه: (يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم غير الحق) [المائدة: ٧٧] وقال ﵊: "هلك المتنطعون" قالها ثلاثًا (١)، والمتنطعون هم المتشددون في أمور الدين، ولما قال نفر على عهد النبي ﷺ.. قال أحدهم: أنا أصوم ولا أفطر، وقال الآخر: أما أنا فأصلي ولا أنام، وقال الثالث: أما أنا فلا آكل اللحم، وقال الرابع: أما أنا فاعتزل النساء، فقال ﵊: "أما إني أتقاكم لله وأخشاكم لله، وإني أصوم وأفطر، وأصلي وأنام، وأتزوج النساء، وآكل اللحم، فمن رغب عن سنتي فليس

(١) أخرجه مسلم (رقم٢٦٧٠) .

1 / 258