العقد الثمين في شرح أحاديث أصول الدين

ابن غنام مالکی نجدی d. 1225 AH
140

العقد الثمين في شرح أحاديث أصول الدين

العقد الثمين في شرح أحاديث أصول الدين

پژوهشگر

محمد بن عبد الله الهبدان

ناشر

بدون ناشر فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية

شماره نسخه

الأولى ١٤٢٣هـ/٢٠٠٣م

محل انتشار

الرياض

صمدانيته، عن الشريك والمثيل والأنداد والأضداد، فويل لهم ثم ويل لهم يوم يقوم الأشهاد. واعلم أن ما ذكرته من هذه الأحوال والأمور، التي لا يفعلها إلا كل ظالم كفور، من تعظيم أصحاب القبور، ووقوع الخوف في القلوب منها والمهابة، ولهذا لا تهاب الكعبة المشرفة، ويهاب الميت فلا يطأ أحد بسوء أعتابه، ولا تنتهك حتى في الظلمة حماه ولا جنابه. كلها مضادة للصراط المستقيم، ومنابذة لأوضاع الشرع القويم، هاتكة جناب الحنفية السمحاء وحماها، ومغيرة رسومها بعد ما شادها الرسول وحماها، عادلة عن منهاجها الأقوم، وصراطها الواضح الأعظم، مائلة إلى الملة المظلمة المنهاج، ونائلة أربابها هلاك الأبد في تلك الفجاج، البينة الانحراف عن الدين القيم والبالغة في الاعوجاج، فمن تدبر كتاب الله المبين، وتأمل كلام رسوله الأمين، وتحقق أن ما ذكرته يزيد على أفعال المشركين، ويشهد لذلك أن قريشا وغيرهم مخلصون لله في الشدائد، وهؤلاء يدعون الأنداد إذا حل بهم الكرب العظيم الزائد. فقد صح أمره ﷺ بإزالة المعبدات والأوثان، وطمس التماثيل وهدم القبور المشرفة البنيان، وفعل ذلك أصحابه اتباعا لهديه فيما فتحوه من البلدان، إذا لا يجوز بقاء مراسم الشرك في مكان، بل تجب المبادرة إلى إزالتها على أهل الإيمان وهذا مسجد الضرار، وقطع عمر ﵁ الشجرة التي بويع النبي ﷺ تحتها لما أخبر أن أناسا ينتابونها (١)، وأمر ﷺ أن يعموا قبر دانيال لما فتحوا تستر فوجدوه في بيت الهرمزان على

(١) رواه ابن وضاح في معجمه (١٠١) .

1 / 160