160

قد كان بوأه الخليفة منزلا من قلبه حرما على الأقدار

فسقاه ماء الخفض غير مصرد وأنامه في الأمن غير غرار

وقوله من قصيدة أولها: "من المتقارب"

نعاء إلى كل حي نعاء فتى العرب اختل ربع الفناء

ألا أيها الموت فجعتنا بماء الحياة وماء الحياء

وقد أغار السري الموصلي عليه في هذين الماءين ونقلهما إلى المدح فقال: "من المتقارب".

وكف ترقرق ماء الحياة ووجه يرقرق ماء الحياء

وقال أبو تمام: "من الوافر"

وكيف ولم يزل للشعر ماء يرف عليه ريحان القلوب

وقوله: "من البسيط"

محمد بن حميد أخلقت رممه أريق ماء المعالي مذ أريق دمه

فقد أحسن استعارة ماء الصبا والحسن، والخفض، والحياة، والشعر، وماء المعالي، لكنه أساء استعارة ماء الملام حيث قال: "من الكامل"

لا تسقني ماء الملام فإنني صب قد استعذبت ماء بكائي

/ وإنما تحسن الاستعارة بما يحسن فيه التشبيه والتمثيل. ولم يحسن ولم يسئ،71 أفي قوله : "من الوافر"

تمنى أن يعود لها حبيب منى شططا وأين لها حبيب

ولو بصرت به لرأت جريضا بماء الدهر حليته الشحوب

ويستظرف قول الصنوبري في مرثية غلام: "من الخفيف"

إن يرق ماء ذلك الوجه في التر ب فإني لماء عيني مريق

ماء الشباب : قد أكثر الشعراء فيه ، فأحسنوا ؛ قال الفياضي: "من الوافر"

وما بقيت من اللذات إلا محادثة الكرام على الشراب

ولثمك وجنتي قمر منير يجول بخده ماء الشباب

وجمع ابن الرومي في مرثيته قينة بين ثلاثة مياه مستعارة، فقال: "من المنسرح"

يا حر صدري على ثلاثة أم واه أريقت في الترب والمدر

ماءي شباب ونعمة مزجا بماء ذاك الحياء والخفر

ثم قال وجاء بماء رابع:

تبتل العود بعد فقدكم وازدجر اللهو أي مزدجر

وغاض ماء النعيم بعدكم وانهمر الدمع أي منهمر

ماء الحسن : من أحسن ما فيه، قول ابن المعتز: "من الرمل"

لي مولى لا أسميه كل شيء حسن فيه

تصف الأغصان قامته بتثن كتثنيه

صفحه ۱۶۰