والمنقول فقد أمر الله سبحانه عباده بالنظر فقال: {أفلا يتدبرون القرآن}[محمد:24] {أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت}[الغاشية:17]، {سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم}[فصلت:53] {أولم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها}[الرعد:41] {قل انظروا ماذا في السماوات والأرض}[يونس:101] {أولم ينظروا في ملكوت السماوات والأرض}[الأعراف:185] وما أدى معنى ذلك، كما ذكر التفكر في معرض المدح قال تعالى: {إن في ذلك لذكرى لأولي الألباب}[ الزمر:21] {إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار}[آل عمران:13] {إن في ذلك لايات لأولي النهى}[طه:54] مع ذم المتغافل عن النظر، قال سبحانه: {وكأين من آية في السماوات والأرض يمرون عليها وهم عنها معرضون}[يوسف:105]، {لهم قلوب يعقلون بها}[الحج:46] ومثله ما ورد في ذم التقليد فقال حاكيا عن الكفار: {إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون}[الزخرف:23]، وقال: {بل نتبع ما وجدنا عليه آباءنا}[لقمان:21] وقال: {بل وجدنا آباءنا كذلك يفعلون}[الشعراء:74] وقال: {إن كاد ليضلنا عن آلهتنا لولا أن صبرنا عليها}[الفرقان:42] وقال عن والد إبراهيم: {لئن لم تنته لارجمنك واهجرني مليا}[مريم:46]، فكل هذا يدل على وجوب النظر والاستدلال والتفكر وذم التقليد فمن دعا إلى النظر والاستدلال كان موافقا للقرآن وسائر الكتب المنزلة وجميع الأنبياء المرسلة.
وأما قوله: إنه يلزم في النظر الشك فمردود من وجهين:
الأول: أنا لم نوجب النظر على العارف؛ لأن تحصيل الحاصل محال.
صفحه ۹۲