نعم وقد زعم الجوبي أنه لا يلزم من الرؤية التجسيم وهو باطل، فإنهم زعموا أنهم يروه كما يروا البدر، فإن أرادوا العلم فقد قال: {ولا يحيطون به علما}[طه:110] وإن أرادوا بالجارحة فالرؤية شخص المرئي قطعا، وقد قال تعالى: {ينقلب إليك البصر خاسئا وهو حسير}[الملك:4].
هذا وقد أكثر رحمه الله من تدوين مناقب الأربعة وتنزيههم مما رماهم به المعترض وذلك هو المطلوب، لكن الرجل ما أراد بذلك حبهم ولا إجلالهم إلا حطا للمعترض وأصحابه؛ لأنه شم من المعترض رواية العداوة لهم، وأهل البيت" لم يزروا بالأئمة وإنما استقبحوا منهم ما رواه عنهم أتباعهم فالله يسامح الجميع، ولو علمت أن ذلك لا يضرنا لما شرحت ذلك وأسهبت فيما هنالك وأتعبت نفسك فيما لا يعود عليك نفعه، اللهم إلا أن يكون لك مأرب في مثل ابن حنبل فلعل، أما الشافعي وأبو حنيفة فهما من العدالة والتشيع بمكان لا يرام، وقد ذمهما المحدثون بذلك وليس إلا أصحابك أغاروا على الأئمة الأربعة خصوصا أبي حنيفة والشافعي وهدموا مبانيهم وجرحوهم وجرحوا مشائخهم فلم لا تلومهم.
وعين الرضا عن كل عيب كليلة .... ولكن عين السخط تبدي المساويا
فأما ذكر أقوالهم في مصنفات الأئمة وتدريس المعترض طلبته لذلك فليست من باب التعديل، قد حكى الله كلام المشركين في كتابه المبين، وكذلك العلماء يذكرون كلام مخالفهم للرد والاستحسان وعدم الإنكار على من وافق أحدهم ولا سيما الزيدية فإنهم بنو دينهم على الإنصاف واتباع الدليل كيف كان، فما لك من تقميش العرفج أما تتأذى من نتنه وتشتاك من لمسه ويكضك سعال دخانه؟!
[ابن الوزير]: وقد تقدم له قبل هذا البحث قوله.
صفحه ۸۰