قلت: الحديث صحيح إن له شاهد في كتاب الله قال: {ومن لم يحكم بما أنزل الله...}[المائدة:44] الآيات، وقد حكما بغير ما أنزل الله، وله شاهد من السنة أيضا في قوله صلى الله عليه وآله: ((القضاة ثلاثة: قاضيان في النار وقاض في الجنة، قاض قضى بغير الحق وهو يعلمه فهو في النار، وقاض قضى بالحق وهو لا يعلمه فهو في النار...))الخبر، أو معناه، وقضاهما بغير الحق معلوم، وعلمهما بضلاله كذلك.
وذكر السيوطي في (اللآلئ المصنوعة) عن حكيم بن يحيى قال: كنت جالسا مع عمار فجاء أبو موسى فقال له عمار: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يلعنك ليلة الجمل، قال: إنه استغفر لي، قال عمار: قد شهدت اللعن ولم أشهد الاستغفار، وقال السيوطي: موضوع، وقال: البلاء من (العطار) لا من (حسين).
قلت: (العطار) وثقه الخطيب في تأريخه. ا ه نقلا عمن نقل عنها.
وأقول: الحديث له شاهد وذلك لعن علي بن أبي طالب عليه السلام أبا موسى ولعنته من لعنة رسول الله صلى الله عليه وآله كما قد ورد، ثم نكثه على أمير المؤمنين عليه السلام وتخذيله الناس عنه وقد قال النبي صلى الله عليه وآله في علي عليه السلام : ((اللهم عاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله)) مع ما ورد من الوعيد للناكثين.
أقول: والذي يظهر أنه لا ينبغي الاعتماد على ما تفرد بروايته؛ لأن عمر بن الخطاب رد خبره في العمرة وخبره في الاستئذان وحده حتى شهد له أبو سعيد الخدري روى ذلك البخاري في صحيحه وكذلك عمار، فأقل الأحوال أنه متهم مع ما له من الطوام في صحيح البخاري.
[ابن الوزير] قال رحمه الله عند الكلام على رمي الشافعي بالرؤية: قد رويت الرؤية من الصحابة عن إمام الجميع علي بن أبي طالب عليه السلام ...الخ.
قلت: وذلك أخذا من قوله عليه السلام : ((وكيف أعبد ما لا أرى))...الخبر.
صفحه ۷۹