179

تشارلز داروين: حياته

تشارلز داروين: حياته

ژانرها

بدأت بروفات الطباعة في مارس، وانتهت المراجعة الأخيرة في 15 نوفمبر، ولم تتخلل هذه المدة أي فترات راحة من العمل سوى زيارتين إلى منزل شقيقه إيرازموس في شارع كوين آن، وقد امتدت كل منهما لأسبوع. وعن ذلك كتب في دفتر يومياته: «بدأت هذا الكتاب [في] بداية عام 1860 (ثم ألفت له مخطوطة)، لكن بسبب انقطاعي عن العمل فيه بسبب مرضي ومرض الأطفال، وانشغالي بإصدار عدة طبعات من كتاب «أصل الأنواع» وأوراق بحثية، لا سيما كتاب السحلبيات وأبحاث المحالق، أمضيت أربع سنوات وشهرين في العمل عليه.»

كانت طبعة كتاب «تباين الحيوانات والنباتات تحت تأثير التدجين» مكونة من 1500 نسخة، بيعت منها 1260 في المعرض الخريفي الذي أقامه السيد موراي، لكنه لم ينشر حتى 30 يناير 1868. وفي فبراير من العام نفسه طبعت طبعة جديدة مكونة من 1250 نسخة.

في عام 1867، نال رتبة الفروسية مع وسام «الاستحقاق» البروسي. ويبدو أنه لم يكن يعرف مدى عظمة هذا الشرف؛ لأنه أرسل خطابا في يونيو 1868 إلى السير جيه دي هوكر، قائلا: «ما أعظم تعاطفك! لقد منحت رتبة «فارس» منذ بضعة أشهر، لكني لم أفكر كثيرا في هذا الأمر. والآن، يا إلهي، كلنا نفكر فيه؛ لكنك في الحقيقة من جعلني فارسا.»

والآن سنترك الخطابات لتسرد القصة.]

من تشارلز داروين إلى جي دي هوكر

داون، 8 فبراير [1867]

عزيزي هوكر

إنني سعيد جدا بعرض منصب رئاسة الجمعية البريطانية عليك؛ لأن هذا شرف عظيم، ولما كان لديك عمل كثير جدا يجب إنجازه، فأنا سعيد بالقدر نفسه لأنك رفضت المنصب. بالرغم من ذلك فأنا مقتنع بأنك كنت ستنجح نجاحا باهرا جدا؛ لكن عندما أتخيل نفسي في منصب كهذا، تسري في جسدي قشعريرة باردة. ذلك أن الذهول يغمرني وأنا أسترجع براعة دوق آرجايل ولباقته في إلقاء العديد من الخطب الصغيرة في جلاسكو. بالمناسبة، لم أر كتاب الدوق،

2

لكني رأيت من قبل أن بعض المقالات التي نشرت في بعض الدوريات تحمل ملاحظات ذكية جدا، لكنها ليست عميقة للغاية. وردت مقالة نقدية عن إحدى هذه المقالات في دورية «ساترداي ريفيو»

صفحه نامشخص