من تشارلز داروين إلى سي لايل
داون، 18 أبريل [1863]
عزيزي لايل
الحق أنني شعرت بأسف شديد لأنك كنت قد أرسلت إلي من كتابك القيم نسخة ثانية.
21
لكن أسفي تلاشى بعد بضع ساعات لهذا السبب؛ أرسلت خطابا إلى دورية «ذا أثنيام» لأقول، تحت عباءة الهجوم على المقالة الشنيعة عن موضوع التولد التلقائي، كلمة أدافع بها عن نفسي ردا على كاربنتر، والآن قد أدرجت بضع جمل تشير إلى اعتراضك المشابه بشأن مسألة الخفافيش على الجزر، وبعدئذ، وبخبث هائل، اقتبست الجملة المعدلة، بما تحمله من عبارة اعتراضية («وهو ما أومن به تماما»)؛
22
لا أظن أنك يمكن أن تنزعج من إقدامي على هذا الفعل؛ فأنا مصمم، مثلما ترى، أن أحاول قدر استطاعتي أن يدرك الجمهور مدى إيمانك بالفكرة. هذه هي المرة الأولى التي أقول فيها كلمة دفاعا عن نفسي في أي دورية، وأعتقد أنها ستكون الأخيرة. خطابي قصير، ولا يتضمن أي شيء عظيم. كنت مهتما للغاية برؤية رسالة فالكونر العدائية غير المحترمة. أعجبت للغاية بردك الذي قرأته للتو؛ فأنت تتخذ موقفا متشامخا جليلا جديرا بك تماما.
23
أظن أنك لو كنت استخدمت عددا أكبر بقليل من صيغ التفضيل في الحديث عن المؤلفين المتعددين، لما نشأ أي من هذا الضجيج البشع. أنا متيقن من أنه لا أحد يعرفك يمكن أن يشك في تضامنك الصادق مع كل من يحرز أي تقدم طفيف في العلم. فما زلت أتذكر جيدا الطريقة التي أصغيت بها إلي في شارع هارت عند عودتي من رحلة «البيجل». لقد غمرتني بسعادة بالغة. وإنه لمما يصيب المرء بإزعاج فظيع أن يتصرف رجل صريح جدا وودود فيما يبدو مثل فالكونر بهذه الطريقة.
صفحه نامشخص