فليقطعن أيدي أناس وأرجلهم " (١) .
[حوار العباس وعلي في مرضه ﷺ]
وتعلق بال العباس وعلي بأمر أنفسهما في مرض النبي ﷺ، فقال العباس لعلي: " إني أرى الموت في وجوه بني عبد المطلب،
_________
(١) في مسند أحمد (٣: ١٩٦ الطبعة الأولى) حديث أنس بن مالك عن يوم وفاة النبي ﷺ وفيه: " ثم أرخى الستر، فقبض في يومه ذاك. فقام عمر فقال: إن رسول الله ﷺ لم يمت، ولكن ربه أرسل إليه كما أرسل إلى موسى، فمكث عن قومه أربعين ليلة. وإني لأرجو أن يعيش رسول الله ﷺ حتى يقطع أيدي رجال من المنافقين وألسنتهم يزعمون (أو قال: يقولون) إن رسول الله ﷺ قد مات ". وفي كتاب فضائل الصحابة من صحيح البخاري (ك ٦٢ ب ٥) عن عائشة: (. . . فقام عمر يقول: والله ما مات رسول الله ﷺ. . . والله ما كان يقع في نفسي إلا ذاك، وليبعثنه الله فليقطعن أيدي رجال وأرجلهم) . ونقل الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية (٥-٢٤٢) ما رواه البيهقي من طريق ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة بن الزبير قال: قام عمر بن الخطاب يخطب الناس ويتوعد من قال " مات " بالقتل والقطع، ويقول: إن رسول الله ﷺ في غشية لو قد قام قتل وقطع. وفي (٥: ٢٤١) من البداية والنهاية من حديث عائشة وهي تذكر الساعة التي توفي فيها رسول الله ﷺ: فجاء عمر والمغيرة بن شعبة فاستأذنا فأذنت لهما. . ثم قاما، فلما دنوا من الباب قال المغيرة: يا عمر، مات رسول الله ﷺ. فقال عمر: كذبت، بل أنت رجل تحوسك (أي تخالطك) فتنة، إن رسول الله ﷺ لا يموت حتى يفني الله المنافقين. ثم جاء أبو بكر. . . وخرج إلى المسجد وعمر يخطب الناس ويقول: إن رسول الله ﷺ لا يموت حتى يفني الله المنافقين.
ومعنى أهجر: خلط في كلامه وهذى، وأكثر الكلام فيما لا ينبغي. وذلك من هول ما وقع في نفس عمر من هذا الحدث العظيم، فهو لا يكاد يصدقه.
1 / 39