ثم يقول الشيخ رحمه الله تعالى ((والأصل فيه أن الناصبة اعتقدوا أن عليا (رض) قتل عثمان أو كان أعان عليه فكان بغضهم له ديانة بزعمهم)).اه وأقول: يفهم من عباراته هذه الاعتذار للناصبة عاملهم الله بعدله بأن اعتقادهم وتدينهم بما ذكره من بغض من هو نفس النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مسوغ لهم ذلك، وفساد هذا بديهي لا يشك فيه منصف لأنه لو ساغ أن يكون الاعتقاد والتدين بالباطل مما يعذر الله به أحدا لكان لليهود والنصارى واسع العذر في كفرهم وبغضهم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لأنهم اعتقدوا كذبه وتدينوا به تبعا لقول أحبارهم ورهبانهم وبديهي بطلان هذا وذاك.
وأما قول الشيخ رحمه الله ((ثم انضاف إلى ذلك أن منهم من قتلت أقاربهم في حروب علي)).اه
وأقول: وهذا أيضا لا يصح كونه عذرا لهم لأن الحق قتل آباءهم وقراباتهم وقاتلهم منفذ فيهم حكم الله تعالى فهو مأجور ممدوح على قتله لهم.
فإيراد مثل هذه الأقاويل للاعتذار عمن وثق النواصب غالبا واختارهم أئمة له وأساتذة وسلفا ووهن الشيعة مطلقا ولم يرتض آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) أئمة له ولا أدلة ولا قادة ورغب عن التعلم منهم والتمسك بهم وزعم أن غيرهم أعلم منهم وأحق بالأمانة في الدين
إيراد أمثال ما أوضحناه رده لما أشرنا إليه من الأغراض مشاغبة ولا مغالطة لا يعتمد إيرادها ذو قصد حسن وهفوات العلماء لا يحتج بها المنصفون، ونسأل الله أن يغفر لنا وللشيخ ولصالحي المؤمنين.
وقد انتهى الكلام على ما نقلناه من كلام الشيخ ابن حجر العسقلاني رحمه الله تعالى ويكفي من العقد ما أحاط بالجيد.
صفحه ۳۶