فحدجته بنظرة واضحة وقالت: المستقبل غامض، أريد أن أحافظ دائما على كرامتي، ثم إني وحيدة.
فقال محتجا: لا ... لا ... لست وحيدة.
وتبادلا نظرة طويلة ثم مضى يقول: لست وحيدة، ذلك قول أعتبره جارحا لي. - أشكرك، ولكني أبحث عن حل دائم ومعقول. - هنالك حل أجمل. - حقا؟ - أن نتزوج!
فتفكرت قليلا، ثم تساءلت بنبرة لم تخل من سخرية: بدافع العطف؟
فقال بحدة وإصرار: بدافع الحب. - الحب؟! - الحب القديم والجديد.
فقالت وهي ترمقه بنظرة ممتعضة: إنه لخبر جديد! - لولا غبار الأحداث لرأيته من زمن. - أكان موجودا وحمدون معنا؟!
فانكمش انفعاله وسقط في الرماد ولم يدر ماذا يقول. وبعد فترة من الصمت الخانق وجد منفذا للخلاص، فقال: عاد الحب في أثناء وحدتك!
ورجع الصمت كرة أخرى مشحونا بالريبة وعدم التصديق نفخ متحديا وقال: من الغباء أن نعتذر عن الحب!
فسألته بمرارة: من الذي أرسل الخطاب إلى النيابة؟
انخلع قلبه فزعا. لم يتوقع أن يجرد من ثيابه بجذبة واحدة. أدرك ما تعنيه ولم يكن نسي شيئا، ولكنه تساءل متجاهلا: أي خطاب؟ - أنت تعرف قصدي، وجهك يشهد بذلك. - ماذا تقصدين؟ - أنت الذي أرسل الخطاب. - إنك لمجنونة. - ولكنه الحق. - إنه الوهم، ثم أنسيت أنه اعترف قبل وصول الخطاب؟
صفحه نامشخص