وفي ميدان السياسة والحرب العالميتين نجد ولسون الانطوائي، الذي وضع الشروط الأربعة عشر لإصلاح العالم في الحرب الكوكبية الأولى، ثم نجد روزفيلت في الحرب الكوكبية الثانية يضع الحريات الأربع وميثاق الأطلنطي، وكلاهما انطوائي ينشد المثليات وقد يتعامى عن الواقع.
وفي تلك الحرب الأولى وقف لويد جورج وكليمنصو، وكلاهما انبساطي يطلب النصر فقط، وقد كان موسوليني في صف هتلر في الحرب الثانية، ولكن الأول كان انبساطيا يطلب الرفاهية لإيطاليا قبل كل شيء، أما الثاني فكان انطوائيا يحلم بالمثليات والمبادئ الجنونية.
كان الإمام محمد عبده انبساطيا؛ فنزع في الدين إلى العمل وأسس الجمعية الخيرية الإسلامية لترقية الشعب، وهو في تفسيره للقرآن ينزع إلى الحسيات لا الغيبيات ويتجه الاتجاه الاجتماعي.
وكان سعد زغلول انطوائيا، وهو صاحب الكلمة المثلوية: الحق فوق القوة والأمة فوق الحكومة.
وفي صحفنا كتاب انبساطيون يكتبون في القيل والقال عن الناس والطعام واللباس والملذات والفكاهات، ومعظم المجلات الأسبوعية انبساطية يحررها هؤلاء الانبساطيون.
وعندنا كتاب انطوائيون يتحدثون عن الاشتراكية ومبادئ ولسون وروزفيلت والوطن العالمي واللغة العالمية ومستقبل البشر.
والصينيون بوجوههم وأجسامهم انبساطيون، وكذلك بمزاجهم؛ حتى إن منهم كونفوشيوس يؤلف لهم عن قواعد الأكل واللباس ولقاء الضيف ومعاملة الأبوين والناس؛ أي إن اتجاهه اجتماعي.
ولكن الهنود - بالمقارنة - انطوائيون؛ ولذلك اتجهوا نحو الغيبيات في دياناتهم اتجاها يتجاوز خيالنا.
وفي أوروبا الجنوبية نجد المرح وملذات الطعام والشراب والجنس بين السكان الانبساطيين، وفي أوروبا الشمالية نجد الجد والصمت والقناعة في الطعام بين السكان الانطوائيين.
الخطأ الأساسي في التفكير
صفحه نامشخص