المعرفة الثانية والخمسون
قال أهل الإسلام كافة: إن الأعراض على ضربين منها ما هو خلق الله تعالى وإحداثه مثل الألوان والروائح، والطعوم، والحرارة والبرودة،، والحياة والقدرة والشهوة والنفرة، ومنها ما هو من فعل العباد كالحركة والسكون، والتأليف والأصوات والالام.
وقالت المطرفية: إن الله تعالى ما خلق الله الأعراض، ولا يخلق لا الأجسام خلافا على جميع الأنام، فإن هذه الأمور زائدة على الأجسام لزوالها، وبقا الأجسام مع ذلك فإنها حادثة غير مقدورة للأنام، فلابد أن يكون فعلا لله تعالى؛ لأن كل محدث يحتاج إلى محدث قادر.
المعرفة الثالثة والخمسون
قال أهل الإسلام كافة: إن الجسم لا يحدث عنه الأعراض إلا أن يكون فاعلا مختارا.
وقالت المطرفية: بل يحدث عنه العرض بالإحالة، وهذا محال؛ لأن العرض فعل، والفعل لا يصح إلا من حي قادر، والجماد ليس بحي ولا قادر، ولأنه لو................................بعضها أولى من بعض، فكان يجب الضدان معا وهو محال؛ ولأنه كان يجب أن يوجب كونه في جميع الجهات، وكون الأجسام في جهة واحدة وكله محال.
المعرفة الرابعة والخمسون
قال أهل الإسلام كافة: من مات بعد تناول السم فالله تعالى أماته، ولا يخلق الموت إلا الله تعالى.
وقالت المطرفية: حدث من السم، لا من الله تعالى ولا من العبد، وكذبوا قول الله تعالى: هو{الذي خلق الموت والحياة}[الملك:2] ولأن الموت عرض محدث، والمحدث لا يصح إلا من محدث قادر حي، ولأنه لو أوجبه السم لأوجبه في كل حال، وقد ثبت أن من الحيوانات ما لا يضره السم أصلا.
صفحه ۳۱