المعرفة الخمسون
قال أهل الإسلام كافة: إن الحركة والسكون، والاجتماع والافتراق، والرفع والوضع والانتقال أعراض سوى الجسم المتحرك الساكن المتفرق.
وقالت المطرفية: إن تحريك الله تعالى للجسم وتسكينه وجمعه وتفريقه، ورفعه ووضعه، هوالجسم المتحرك الساكن، المجتمع المفترق، نفيا منهم للأعراض كذمهب حفص الفرد، وهذا لا يصح؛ لأن الحركة والسكون قد يعدمان، والجسم باق، فلابد أن يكون ما عدم غير ما بقي، ولأن الأجسام متماثلة في الجسمية مختلفة في الحركة والسكون، فلابد أن يكون ما اختلفت فيه أمرا زائدا على ما اشتركت فيه، ولأنه لا يمكنهم إقبات الصانع الحكيم مع بقا هذه الأعراض.
المعرفة الإحدى والخمسون
قال أهل الإسلام: الضرب يؤلم المضروب، والطعن يؤلم المطعون، وهو قول جميع العقلاء.
وقالت المطرفية: إن الضرب لا يؤلم المضروب، والطعن لا يؤلم المطعون، وإنما فاعل الألم وخالقه الحي القيوم، وكذبوا قول الله تعالى: {إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون}[النساء:104].
صفحه ۳۱