المعرفة السادسة والأربعون
قال أهل الإسلام كافة: إن افمام لا يجب أن يكون أعلم البشر، ولا أزهد الخلق ولا أفضلهم.
وقالت المطرفية العمية: لابد من في الإمام أن يكون أعلم الناس وأفضلهم، وهذا قول خارج عن الإجماع، وفيه سد باب الإمامة.
المعرفة السابعة والأربعون
قال أهل الإسلام كافة: إن عقل الإنسان عرض من الأعراض جعله الله تعالى في القلب، وليس هو نفس القلب.
وقالت المطرفية العمية: عقل الإنسان قلبه.
وقال الهادي عليه السلام: وجعله وعاء العقل الكامل، يعني القلب، وقد ثبت أن النوم يزيل العقل ولا يزيل القلب، وأن الميت له قلب وليس له عقل، وكذلك الصبيان والمجانين والبهائم، فهؤلاء القوم الذين ذهبوا إلى أن العقل من قبيل الأجسام.
وقال أئمة الهدى بأجمعهم: إن الحجج كلها من قبيل الأعراض والعقل والكتاب، والسنة والإجماع، وقال تعالى: {أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها}[الحج:46] فبين أن القلب يقع به العقل؛ لأنه عقل، وقد ثبت أن العقل ممدوح غير مذموم، والقلب مذموم غير ممدوح، قال تعالى: {ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم}[البقرة:225] وقال: {ليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم}[الأحزاب:5] وقد ثبت أن لا تؤاخذ بما كسب العقل، ولا بما تعمده العقل وقضى به؛ لأنه لا يقضي إلا بالحث، فإنه حجة الله البالغة ونعمته السابغة، وقد قال تعالى: {فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور}[الحج:46] وقد ثبت أن العقل لا يعمى، وقال تعالى: {في قلوبهم زيغ}[آل عمران:7] وقد ثبت أنه ليس في عقولهم زيغ، وقال تعالى: {قلوبهم منكرة وهم مستكبرون}[النحل:22] وقد ثبت أن عقولهم ليست منكرة للحق أبدا.
صفحه ۲۹