109

* ترجمة سعيد بن العاص

ولي الكوفة بعد الوليد ، فلما دخلها أبى أن يصعد المنبر وأمر بغسله ، وقال : إن الوليد كان نجسا رجسا.

فلما اتصلت أيام سعيد بالكوفة ظهرت منه أمور منكرة ، فاستبد بالأموال حتى قال في بعض الأيام : إنما هذا السواد قطين لقريش. فقال له الأشتر : أتجعل ما أفاء الله علينا بضلال سيوفنا ومراكز رماحنا بستانا لك ولقومك؟!

ثم خرج الأشتر إلى عثمان في سبعين راكبا من أهل الكوفة ، فذكروا سوء سيرة سعيد بن العاص وسألوا عزله عنهم ، فمكث الأشتر وأصحابه أياما لا يخرج لهم من عثمان في سعيد شيء ، وامتدت ايامهم بالمدينة.

وقدم على عثمان أمرأؤه من الأمصار ، منهم : عبد الله بن سعد بن أبي سرح من مصر ، ومعاوية من الشام ، وعبد الله بن عامر من البصرة ، وسعيد بن العاص من الكوفة فأقاموا بالمدينة أياما لا يردهم إلى أمصارهم كراهة أن يرد سعيدا إلى الكوفة ، وكره أن يعزله حتى كتب إليه من بأمصارهم يشكون إليه كثرة الخراج وتعطيل الثغور ، فجمعهم عثمان وقال : ما ترون؟ فقال معاوية : أما أنا فراض بي جندي. وقال عبد الله بن عامر : ليكفك امرؤ ما قبلك اكفك ما قبلي. وقال عبد الله بن سعد ، ليس بكثير عزل عامل للعامة

صفحه ۱۱۰