قلت: من أي شيء أكثر ذكره ؟
قال: قراءة القرآن، فهو حصن المؤمن وترسه.
قلت: صف لي مخ الزهد ؟
قال: قطع الطمع عن القلب، وامتناع السؤال للخلق، وترك مخالطة أبناء الدنيا، والفرار منهم، وصدق الإرادة، وحسن النية، وصحة العزيمة.
قلت: متى أعلم أني مطيع لربي حق الطاعة ؟
قال: إذا لم يجدك حيث نهاك، ولم يفقدك حيث أمرك، أطاعك لما سألته، لأنه مطيع من أطاعه.
قلت: فما طاعته لي ؟
قال: يجيب دعوتك ولا يمل من برك.
قلت: كيف أجاهد نفسي ؟
قال: تجوعها عن طعام الدنيا وتقمعها بالصوم، وتلزمها قيام الليل، وتحرسها عن الرياء والعجب، وتستقل عملها بعد ذلك.
قلت: أي شيء أقرب إلى الله من أفعال القلوب ؟
قال: اليقين وبعده العلم، وبعده الشكر لله.
قلت: ما عمارة القلب ؟
قال: الخوف.
قلت: ما طهارته ؟
قال: الحزن.
قلت: ما حياته ؟
قال: الذكر والتفكر.
قلت: فما فساده ؟
قال: الغفلة وطلب الدنيا.
قلت: فما موته ؟
قال: حب الشهوات، وأكل الشبهات.
قلت: ما دوآءه ؟
قال: الجوع سرا عن الناس، وقراءة القرآن مع التفكر في الخلوة، والتضرع إلى الله في أوقات الغفلة، والرغبة في مجالس الذكر، والتجرد عن أشغال الدنيا، والحزن الدائم في القلب مع طول الصمت، وذكر الموت في كل ساعة، وكثرة ذكر الله ، والتواضع لله، والنظر في الأموات والإعتبار بهم.
قلت: كيف تكون مراتب التوبة ؟
قال: رجل تاب من الذنوب ولزم الطاعات، ورجل تاب من الذنوب وترك الدنيا وأقبل على الآخرة، ورجل تاب من الذنوب واختار الله سبحانه على الدنيا والآخرة، وعلى جميع الخلق، فالأول تائب ورع، والثاني تائب زاهد، والثالث تائب صديق عارف متقرب.
قلت: أخبرني عن شر الأشياء ؟
قال: الكفر بالله.
قلت: أله زوجة ؟
قال: نعم. البخل.
قلت: ما بعده أشر منه ؟
قال: النفاق.
قلت: أخبرني ما أفضل ما أعطي العبد ؟
قال: العقل.
قلت: فما أنفع العقل ؟
صفحه ۳۳۷