عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات

زکریا قزوینی d. 682 AH
156

عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات

عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات‏

ژانرها

تجلى ربه للجبل جعله دكا [الأعراف: 143]، والذي بقرب مدين لا يخلو من الصلحاء، وحجارته كيف كسرت خرج منها صورة شجرة العليق (1).

(جبل طور هارون) جبل مشرف على قبلي بيت المقدس، وإنما سيم طور هارون لأن موسى بعد قتل عبدة العجل أراد المضي إلى مناجاة ربه، فقال له هارون: احملني معك فإني لست آمنا أن يحدث ببني إسرائيل حدث فتغضب علي مرة أخرى، فحمله معه، فلما كان ببعض الطريق إذ هما برجلين يحفران قبرا فوقفا عليه وقالا: لمن تحفران هذا القبر، فقالا: لأشبه الناس بهذا الرجل وأشارا إلى هارون، ثم قالا له: بحق إلهك إلا ما نزلت وأبصرت هل هو واسع فنزع هارون ثيابه ودفعها إلى موسى أخيه ونزل القبر، ونام فيه فقبض الله روحه في الحال، وانضم القبر عليه فانصرف موسى باكيا حزينا على مفارقته وانصرف إلى بني إسرائيل بثياب هارون فاتهموه بقتله فدعا الله تعالى حتى أراهم تابوته بين الصفا على رأس الجبل، فسمي الجبل جبل هارون.

(جبل الطير) بصعيد مصر في شرقي النيل بقرب أنصنا، وإنما سمي بذلك؛ لأن صنفا من الطير أبيض يقال له البوقير، يجيء في كل عام في وقت معلوم فينعكف على الجبل، وفيه كوة يأتي كل واحد منها ويدخل رأسه في هذه الكوة ثم يخرجه ويلقي نفسه في النيل، ويقوم ويذهب من حيث جاء حتى يدخل واحد رأسه فيها فينقض على رأسه شيء من تلك الكوة فيضطرب ويبقى معلقا فيها إلى أن يتلف فيسقط نفسه من بعد مدة، فإذا كان ذلك انصرف الباقي لوقته فلا يرى شيء من هذا الطير في هذا الجبل إلى ذلك الوقت المعلوم من العام القابل.

صفحه ۱۵۸