فاصيب وسلم من اهله نحو عشرة فى قارب فحملتهم الرياح الى جزيرة مجهولة لا يعرفونها فرموا بنفوسهم على ساحلها وليس لهم حركة لشدة ما لحقهم فى البحر من الاهوال والشدايد فمكثوا هنالك بقية يومهم ثم قاموا فاحتالوا فى القارب الى ان جروه الى الساحل وباتوا ليلتهم معه فلما اصبحوا مشوا فى الجزيرة فوجدوا فيها ماء عذبا كثيرا وغوطة حسنة واشجارا متكاثفة فيها ثمار شتى وموز كثير وقصب سكر ولم يروا فيها انسيا فأكلوا مما اشتهوا من الثمار وشربوا من ذلك الماء (a) وانصرفوا الى قاربهم فجروه الى البر وسندوه بالخشب وجمعوا من ورق الموز والشجر فظللوه واحكموا امره واصلحوا لانفسهم الى جانبه موضعا يسترهم فلما مضت عليهم خمسة ايام او ستة فاذا هم بقطعة قرود قد اقبلوا يقدمهم قرد كبير جسيم فوقفوا على القارب وفزع القوم منهم فصعدوا الى القارب فلم يعرضوا لهم واقاموا
صفحه ۷۱